مقامك في أفق البلاد منير

مَقامُكَ في أُفقِ البِلادِ مُنيرُ

​مَقامُكَ في أُفقِ البِلادِ مُنيرُ​ المؤلف خليل الخوري


مَقامُكَ في أُفقِ البِلادِ مُنيرُ
وَذِكرُكَ ما بَينَ العِباد شَهيرُ
لَقَد سارَ في الدُنيا فَلم يَبُقِ حاجَةً
لِقَولٍ بِهِ يَهدي الثَناءَ شَكورُ
لَقَد فُزتَ في دار السَعادَة بِالعُلى
وَأَنتَ هَمامٌ لِلسَعودِ تَدَبَرُ
تَقوم بِأَعباءِ العِبادِ بِهِمَّةٍ
وَعَزمٍ بِهِ قَلبُ الخَطوبِ كَسيرُ
إِذا كانَ مَقصوداً سِواكَ لمنَّةٍ
أَقول لِأَصحابي اِترُكوهُ وَسيروا
الا يا اِبنَ نَصرِ اللَهِ حَقَّ لَكَ الثَنا
فَأَنتَ كَريمٌ لِلكِرام نَصيرُ
مِن العَرَبِ الأَمجادِ فيكَ مَآثِرٌ
وَأَنتَ لَهُم بَينَ العِبادِ أَميرُ
لَكَ النَخوَة العُظمى لَكَ الجودُ والوَفا
لَكَ الفِطنَةُ الغَراءُ وَهِيَ تُنيرُ
صِفاتٌ صَفت كَالماءِ مِن مَنبَع الصَفا
لَها بِرِياضِ الكَونِ فاحَ عَبيرُ
تُباهي بِلاد الشام فيكَ لِأَنَّها
لِمَطلَعِكَ الباهي المُنير أَثيرُ
أَيَأتي لَها يَومٌ سَعيدٌ بِهِ تَرى
بِأَبراجِها العليا ضياكَ يُنيرُ
تَنالُ بِرُؤياكَ القُلوبُ سُرورَها
وَأَنتَ لِعمري لِلسُرورِ سُرورُ
وَما أَنا إِلا هائِمٌ أبتَغي السرى
لعلياكَ لَكنَّ الزَمانَ كَفورُ
تَماطِلُني الدُنيا بِايفاءِ وَعدِها
وَتُشغِلُني الآمال وَهِيَ تَدورُ
تَقول لي العَلياء وَهِيَ مُشيرَةٌ
إِلى بَدرِ مَجدٍ بِاللقاءِ يُشيرُ
تَقاعَدتَ قَصراً يا خَليل عَن المُنى
إِذا لَم تَسر نَحوي فَأَينَ تَسيرُ
وَإِن لَم تَزُر رَب المَحامد وَالذَكا
فَأَيّ فَتى غَير الخَصيبِ تَزورُ
فَقُلتُ نَعَم سَيدي لقاهُ هُوَ المُنى
وَلَكنَّ حَظي دونَ ذاكَ قَصيرُ
لَقَد حالَ بَحر الروم دونَ مَقامِهِ
وَحَولي مِن الشَوق العَظيم بجورُ
لَها لَجَةٌ قامَت كَلَجَةِ فَضلِهِ عَلى
مِنكَبي حَيث الغَريق أَسيرُ
وَلَكنَّ نار الوَجد في مَوقِدِ الحَشا
لَها قَد عَلا حَولَ الفُؤاد زَفيرُ
زَفيرٌ حَكى ذاكَ البُخار الَّذي بِهِ
رَكائِبُنا فَوقَ البِحارِ تَطيرُ
تَطير كَقَلبي بالمَسيرِ إِلى حِما
لَهُ بِجَناح الجَد سَوفَ أَسيرُ
أَسيرُ وَأَشفي غِلَتي إِن بغيتي
لِأَمرٌ عَلى اللَهِ الكَريمِ يَسيرُ