منعما عرج على كثبان طي

منعماً عرج على كثبانِ طيْ

​منعماً عرج على كثبانِ طيْ​ المؤلف ابن الفارض



 
منعماً عرج على كثبانِ طيْ
وبذاتِ الشيحِ عني إنْ مرر
 
تَ بحيً من عريبِ الجزعِ حيْ
حتى إذا ما ارتَفَعَ النّهارُ،
 
وهوَ على الفِطامِ ذو زَئيرِ،
قلْ تركتُ الصَّبَّ فيكمْ شبحاً
 
ويُتّقَى أميرُها المُؤمَّرُ
أو خائِفٌ مُرَوَّعٌ ذَليلُ
 
لاحَ في برديهِ بعدَ النشرِ طيْ
 
عن عناءٍ والكلامُ الحيًّ ليْ
إلى إمامِ الأُمّة ِ السّعيدِ
 
صارَ في حبكمٌ ملسوبَ حيْ
وطالَ في دارِ البَلاءِ سَجُنُه،
 
ضنَّ نوءُ الطرفٍ إذ يسقطُ خيْ
فخَرّبَ الأهوازَ والأُبُلّهْ،
 
عاصي الإلَهِ طائعُ الشّيطانِ
كم عَزمَة ٍ بنَفسِهِ أمضاها،
 
وعليكم جامحاً لم يتأيْ
وكم هناكَ والجاً كريما،
 
وقاتِلِ الشّيوخِ والأطفالِ،
 
جدَّ ملتاحِ إلى رؤيا ورى ْ
سَبيّة ٍ، وزَوجُها يَراها
 
مُواقِفاً، مُنازِلاً، مُجاوِلا
 
وقالَ: وَلّونيَ في مَكانِ،
وفَرسٌ حافرُهُ مُفَضفَضُ
 
إذا أرادَ فِتنَة ً لا يُجتَرَى،
ولا يَرُدّونَ إليهِ قُطَعَه
 
وواقِفاً يَنظُرُ مِن بَعيدِ
يا أهيلَ الودِّ أنَّي تنكرو
 
ني كهلاً بعدَ عرفاني فُتيْ
وقال: أنّي مِن بَني شَيبانِ
 
مضَى، وأبقى لبَني العَبّاسِ،
فأصبَحَتْ مُوحِشَة ً قِفَارَا
 
كَذاكَ حتى أفقَرُوا الخِلافَه،
عينُ حسَّادي عليها لي كوتْ
 
قائِلُ كلِّ حِكمَة ٍ، وفاعِلُ
حتى أُغِيثُوا بأبي العَبّاسِ
 
ولها مستبيلاً في الحبِّ كيْ
سهم شهم القوم أشوى وشوى
 
سهمُ ألحاظكمُ أحشايَ شيْ
فوَضَعُوا في رأسِهِ السّياطَا،
 
قال مالي حيلة ٌ في ذا الهوى ْ
أيُّ شئٍ مبردٌ حراً شوى
 
وحيلَة ٌ خَفيّة ٌ، لَطيفَه
 
وبمعسول الثنايا لي دويْ
ودائعٌ، غاليَة ُ الأثمانِ
 
حكم دين الحبِّ ليْ
ويَزجُرُ العافيَ والمُسَلِّمَا
 
من رشادي وكذاكَ العشقٌ غيْ
فأصبَحُوا كأنّهم ما كانُوا،
 
أو قَعَدوا، فإنّهُ لا يَقعُدُ
أولم ينهَ النُّهى عن عذلهِ
 
زاوياً وجهَ قَبول النصح زيْ
ومالِهِ، وقَولهِ، وفِعلِهِ
 
ضلَّ كم يهذي ولا أُصغي لغيْ
ولِما يعذلٌ عن لمياء طوْ
 
عَ هوى ً في العذلِ أعصى من عُصى ْ
لومهُ صبًّا لدى الحجرِ صبا
 
بكم دلَّ على حجرِ صُبيْ
ذابتِ الروحُ اشتياقاً فهيَ بعـ
 
ويَدخلُونَ عاجِلاً بَغداذَا،
فكَيفَ يَحيَا مثلُهُ ويَبقَى
 
وما هدَا حتى رأى الأمانَا
وتاجرٍ ذي جَوهَرٍ ومالِ،
 
إنْ تروا ذاكَ بهِ مًّنا على ّ
بلْ أسيئوا في الهوى أوْ أحسنوا
 
كذاكَ كانَ فاعِلاٍ سُليمانْ،
قد كانَ في الحروبِ مَوتاً أحمرَا
 
ولم يَجِدْ شَيئاً سوى ذا نَافِعَا
فَما لذاكَ الدّاءِ من دَواءِ،
 
فإن دَعاهُ حادِثٌ أجابَا
 
بحسانٍ تخذوا زمزمَ جيْ
وأنفُسٌ مَقتولَة ٌ وحَربُ
 
وأرجَفَ النّاسُ لهُ بالنّصرِ
وادِّراعي حللَ النقعِ ولي
 
علماهُ عوضٌ عنْ علميْ
واجتماعِ الشملِ في جمعٍ وماَ
 
بما يرَى في أُمّة ِ الأيمانِ
لمنى ً عندي المنى بلِّغتها
 
ونِيّة ٌ ناصِحَة ٌ، عَفيفَه
منذُ أو ضحتُ قرى الشامِ ربا
 
ينتُ باناتِ ضواحي حلَّتيْ
أبلَغَ للمُجدي من التّنّورِ
 
يَسْحَبُ أذْيالاً مِنَ العَساكِرِ
آهِ واشواقي لضاحي وجهها
 
وظما قلبي لذيَّاكَ اللمى ْ
وأُشْخِصَ الأميرُ نحوَ طاهِرِ،
 
ولهُ منْ ولَهٍ يعنو الأرى ْ
مَخافَة َ العَقابِ والتّهديدِ
 
والحشا منِّيَ عمرو وحُيَيْ
ويَخضِبُونِ مِنهُمُ السّلاحَا
 
ما زالَ في نَخوَتِهِ وتِيهِه،
حتى افتَدَى حَياتَه، وأدّى
 
ضَجّتْ بها الأصواتُ والأتارُ
وأبى يتلوَ إلاَّ يوسفاً
 
حسنها كالذِّكرِ يُتلى عنْ أُبيْ
فَوافَقَ الخادِمَ في الطّريقِ
 
أنْ تراءتْ لاكرؤيا في كرى ْ
لمْ تكدْ أمناً تكدْ منْ حكمِ لا
 
تقصص الرؤيا عليهمْ يا بنيْ
شفعتْ حجِّي فكانتْ إذْ بدتْ
 
حتى إذا مَلّ الحَياة َ وضَجِرْ،
 
وضَربَة ٍ، وطَعنَة ٍ، وقَتلَه
قُرّة ُ عَينِ كلّ مَن رآها
 
نظرتهُ إيهِ عنِّي ذا الرشيْ
يَرَونَهُ دَيْناً لَهم وحَقّا
 
أمْ حلتْ عجِّلتها منْ جنى ْ
وبائعُ الأحرارِ في الأسواقِ
 
صنعِ صنعاءَ وديباجِ خوى ْ
بئسَ حالٌ بدِّلت منْ أنسها
 
لمّا أُتيحَ لوَصيفٍ خَاقانْ،
حيثُ لا يرتجعُ الفائتُ وا
 
وقد أتَى بطائِلٍ وأنجَحَا
فكَم وكم من رَجلٍ نَبيلٍ،
 
عدوتيْ تيما لربعٍ بتمى ْ
 
ضعنا فيها لبانَ الحبِّ سيْ
ثمّ بَنى منَ الغُصوبِ دارَا،
 
عنهما فضلاً بما في مصرفيْ
فكَيفَ مَن طَوّلَ في القراة ِ
 
وقالَ قَومٌ آخَرونَ: لا ذا
كنتَ لا كنتَ بهمْ صبَّا يرى ً
 
جتى إاذا قامَ إلى الحَفيرَه،
ما زالَ حيناً يَخدَعُ السّودانا،
 
والقبّة ُ العَلياءُ والأتْرُجّه
وأوقَدوهُ بثِفَالِ اللِّبنِ
 
جئَ ميناً وانجُ منْ بدعة ِ جيْ
 
ونَصبُوهُ قائِماً يَدعو لهم،
أبادَهم حَتفاً، وقَتلاً هكَذا
 
أحمَدَ، ذا الشّفاعة ِ المَرجوّه
 
رُ عنِ التوقِ لذكري هيِّ هيْ
لستُ أنسى بالثنايا قولها
 
ويَزجُرُ النّاسَ، إذا تَكَلّمَا،
ولم يَزَلْ في أضيَقِ الحُبُوسِ،
 
يَدٌ، فقد خاضَ المَنايا خَوضَا
خاطبَ الخطب دعِ الدّغوى فما
 
بالرُّقي ترقى إلى وصلِ رقيْ
كمْ فتيلٍ منْ قبيلٍ مالهُ
 
وحِكمَة ٍ مَقرونَة ٍ بالدّينِ
 
منهُ لي ما دمتَ حيّاً لمْ تبيْ
لَقَعَدوا يَبغونَهُ سِنينَا
 
فإلي وصلي ببذلِ النَّفسِ حيْ
قلتُ روحي إن ترى ْ بسطكِ في
 
قبضها عشت فرأيي أنْ ترى ْ
وعايَنُوا صَعباً شَديدَ البَاسِ
 
منكِ عذابٌ حبَّذا ما بعدَ أيْ
إنْ تشيْ راضية ً قتلي جوى ً
 
في الهوى حسبي افتخاراً أن تشيْ
فجُرّعُوا من كأسِهِ الأمَرَّينْ
 
وكمثلي بكِ صبّاً لمْ ترى ْ
هكذا العشقُ رضيناهُ ومنْ
 
يأتمرْ إنْ تأمري خيرُ مريْ
والشّيخُ قد غَرّفَهُ نَصِيرَا،
 
ثمّ نَفَى كلَّ دَخيلٍ قد مَرَقْ،
آلَ عليّ، يا أبا عَليّ،
 
خدَّ روضٍ تبكِ عنْ زهرِ تبى ْ
 
وفنى جسمي حاشاً أصغري
وتلافيكِ كبرئي دونهُ
 
سلوتي عنكِ وحظِّي منكِ عيْ
ساعدي بالطيفِ إنْ عزَّتْ مني
 
فضايَقُوا وجَعَلوها أربَعَة،
لوْ طويتم نصحَ جارٍ لمْ يكنْ
 
فيهِ يوماً يألُ طيّاً يالَ طيْ
فاجمعوا لي همما إنْ فرّقَ الـ
 
صَغيرَة ٌ من ذا، ولا جَليلَه
ما بودِّي آلَ ميٍّ كانَ بثْ
 
ثُ الهوى إذْ ذاكَ أودى ألمى ْ
مظهراً ما كنتُ أخفي منْ قديـ
 
مِ حديثٍ صانهُ منِّيَ طيْ
عبرة ٌ فيضُ جفوني عبرة ً
 
بيَ أنْ تجرى َ أسعى واشيى ْ
ولم يَزَلْ ذلكَ دأبَ النّاسِ،
 
يخفى حبُّكمْ عنْ ملكيْ
ويأخُدُونَ مالَهم صُراحَا،
 
باللوى منهُ يدُ الأنصافِ ليْ
وعَوّدوها الرّعبَ والمَخافَه
 
يَ جمعتمْ بعدَ داريْ هجرتيْ
وكم فتًى قد راحَ نَهباً راكِبا
 
فلَم يَزَلْ بالعَلَويّ الخائِنِ،
 
وأمَّنَ البِلادَ والعِبادَا
 
ورأسِ كلّ بِدعَة ٍ، وقائدِ
والبائعِ الاحرارِ في الأسواقِ،
 
وجَعَلُوا في يَدِهِ حِبالا
ومتى ما سرَّا نجدٍ عبرتْ
 
عبرتْ عنْ سرِّ ميٍّ وأميْ
 
سحراً منْ أينَ ذيَّاكَ الشُّذى ْ
 
وتحرَّشتِ بجوذانِ كليْ
فلذا تروي وتروي ذا صدى ً
 
وأخَذوا وقَتَلُوا علّيا،
 
وحمى أهلُ الحمى رؤية َ رى ْ
 
كبدي حلفَ صدى والجفنُ ريْ
واجداً منذُ جفا برقعها
 
وكانَ قَبلَ قَتلهِ كَبيرَا
 
يَجرُّ في كلّ البِلادِ ذَنَبَا
سئَ بي إن فاتني منْ فاتني الـ
 
حتى إذا ما أسخَطَ الإلَهَا،
 
دي قضاءِ لا اختيارٌ ليَ شئْ
 
ت على غيرِ فؤادٍ لمْ تطيْ
أعني أبا العَبّاسِ خيرَ الخَلقِ،
 
وهم يَجُورونَ على الرّعِيّه:
إنْ ثني ناشدتكمْ نشدانكمْ
 
فطارَ، إلاّ أنّهُ في سَرجِ
يا سقي اللهُ عقيقاً باللِّوى
 
ثمّ أتَى الرَّقّة َ يَنوي أمرَا،
 
حتى حَواهُ كَفُّهُ أسِيرَا،
معهدٍ منْ عهدِ أجفاني غلى
 
جيدهِ منْ عقدِ أزهارِ حليْ
 
أهلهُ غيرَأولي حاجٍ لرى ْ
كِثيرَة ِ الأديانِ والأئِمّه،
 
رأيتُهُ يَعتَلُّ بالأعوانِ
وقَبِلَ البَيعَة َ غَيرَ وانِ
 
بأبي جيرتنا فيهِ وبيْ
فقالَ: لا والله ما عندي لَهُ
 
وتلكَ عُقبَى الغَيّ والضّلالِ،
 
وأنا أفديكَ بأُمّي وأبي
ذهبَ العمرُ ضياعاً وانقضى
 
وشَكَروا المُهَيمِنَ الوَهّابَا
غيرَ ما أوليتُ منْ عقدي ولا
 
وقتلَ ابنَ جعفَرٍ مَنصُورَا،