منكم إليكم مساعي المجد تنصرف

منكم إليكم مساعي المجد تنصرف

​منكم إليكم مساعي المجد تنصرف​ المؤلف ابن دارج القسطلي


منكم إليكم مساعي المجد تنصرف
ونحوكم عنكم الآمال تنعطف
ورب مكرمة عي الكرام بها
أضحت ذلولا على أهوائكم تقف
وأين بالبحر عن مثواه منعرج
وأين بالنجم عن مجراه منحرف
من ذا ينازعكم أعلام مكرمة
والمجد متلد فيكم ومطرف
أم من يباريكم سبقا إلى كرم
والمجد متلد فيكم ومطرف
والنصر منسلكم والحرب مرضعكم
وشامخ العز والعليا لكم كنف
والحمد والشكر مخلوع عذارهما
فيكم وقلب العلا صب بكم كلف
والملك ملككم غاد فمنتظر
آت فمقتبل ماض فمؤتنف
من ذا يعد كقحطان الملوك أبا
والتبعين إذا ما عدد الشرف
من كل أبلج كالجوزاء مفرقه
في عقد تاج بعز الملك يكتنف
إن يهبوا يجزلوا أو يقطعوا يصلوا
أو يعقدوا عقد محروم الوفاء يفوا
إن سالموا الأرض كانوا غيث أمحلها
أو كلفوها توالي خيلهم عنفوا
وإن رضوا أشرق الليل البهيم بهم
ويكشف الموت عن ساق إذا أنفوا
لم يحملوا عيب ذي قال يعيبهم
في الجود والبأس إلا أنه سرف
هم الذين هم آووا وهم نصروا
لما أتاهم من الرحمن ما عرفوا
لا يقرع السن في ضنك المكر إذا
تقارعت فيه بيض الهند والحجف
وأبرز الموت عن مسود أوجهه
فالصبر يبعد والأقران تزدلف
ففاز قدحك بالفتح المبين ضحى
والكفر منتهب الأقطار منتسف
وأبت بالمفخر الأسنى يشيده
حق بسيفك للإسلام معترف
أمكنت من رقه الإسلام محتكما
فيها وأسلمها حران ملتهف
مخدع بأماني الغدر مكتئب
بالخزي مشتمل بالذل ملتحف
فات السيوف بشلو حائن ومضى
أمضى من السيف في أحشائه الأسف
فالفخر منتظم والملك منتقم
والحق منتصر والدين منتصف
أ في شيعة بين الخزي المحيط بهم
عن غب ما اجترحوا غدرا وما اقترفوا