من حديثي أن ابنَ بكرٍ دعاني

من حديثي أن ابنَ بكرٍ دعاني

​من حديثي أن ابنَ بكرٍ دعاني​ المؤلف الخُبز أَرزي


من حديثي أن ابنَ بكرٍ دعاني
لشقائي فليته ما دعاني
غرَّني منه منظرٌ ولباسٌ
وأثاث ومجلس وأَوَانِ
مجلس كالجنان حسناً ولكن
قبَّح الجوعُ حُسنَ تلك الجنانِ
فلعمري كان الخوانُ ولكن
لم يكن ما يكون فوق الخوانِ
وجفان مثل الجوابي ولكن
ليس فيهنَّ ما يُرى بالعيانِ
وَغضَار الألوان جاءت ولكن
ليس فيها روائح الألوانِ
فإذا ما أدرتُ فيها بناني
لم أجد ما أمسُّه ببناني
إنني ماضغٌ على غير شيءٍ
غير صكِّ الأسنان بالأسنانِ
ترجع الكفُّ وهي أفرغ منها
عند مدّي لها فدأبي وشاني
لو تراني والجوع يضحك منّي
عند غسلي يديَّ بالأشنانِ
زاد في السكر مسرفاً مثلما أس
رَفَ عند الطعام بالنقصانِ
والغضارات فارغات أتَتنا
وسقانا بالمترع الملآنِ
سكرةٌ فوق جوعةٍ تركتني
راحماً كلَّ جائعٍ سكرانِ