من درم أكتبها قصيدة
من درم أكتبها قصيدة
من درم أكتبها قصيدة
كالنجم في آفاقه البعيدة
لا يبعث الدفء و لا ينير
يلمحه الصغير
فيبسط الكفّ له يشير
يقطر في أحلامه السعيدة
يعلق بالضباب
كنغفة السراب
تضلل القوافل الشريدة
اليأس يوحيها أو الملال
كأنّها في الظلمة الظّلال
تعمق الظلمة حين تنشر
أظلّ ما يقال
في نفس شاعر يموت عمره يبعثر
و يقبر
يمشي على عكازة و يعثر
أيامه إلى رداه سفر
و عيشه انسلال
عبر جدار الموت ما يزال
شاء الرّدى حاول أن يريده
لكن وحشا ضاريا يزمجر
في كهفه وحيّة من بابل التليدة
يطير نحو الموت منه شرر
تفحّ في وجه الردى و تصفر
فيكتب القصيدة
يريد أن يجدّد البقاء أن يعيده
أن يهدي القوافل الشريدة
فلا تتيه في صحارى العدم
بقبره في درم
من درم أكتبها قصيدة
كالنجم ضلّ في سديم العدم