من عذيري من الذي يبكيني

من عذيري من الذي يبكيني

​من عذيري من الذي يبكيني​ المؤلف إبراهيم عبد القادر المازني


من عذيري من الذي يبكيني
قبل يوم الردى بدمعٍ هتون
لعبٌ ما أرقت من ذلك الدم
ع ودل أم أنت جد حزين
كما بكينا كما بكيت فلم تر
ث ولم تكثرت لدمعي السخين
لم تكن عبرتي أفيكة أفا
كٍ ولا وجه حبنا بظنين
يا أخا الحسن والملاحة باللَ
ه ترفق بجفنك المحزون
أرجز العين عن بكاها ففيها ان
هل منها وفاء دين العيون
حسنت ليلة الخميس وطابت
فهي حسبي من الزمان الضنين
صرحت رغوة البعاد عن القر
ب وباحت بودك المكنون
فوجدنا بك السرور كما يف
رح بالزاد ناظر المسكين
كم معز عني ولو كان يدري
ما أفاد النعاة هني لحيني
عاد نعي النعاة بالقرح الشا
مل والوصل من خليلٍ أمين
أتراك الغادة ترجع للصد
د وتغضي عن لوعتي وحنيني
ابق أنسى فليس يحلو لي العيش
إذا لم تكن عليه قريني
دع مؤاخاة معشرٍ وسعو أح
سنك جهلاً وعد لهذا الفطين
أنني عائذٌ بعطفك فاخفض
لي جناحاً رحمةً يؤويني
عم مساءً لا بل تمهل قليلاً
تعست ساعة الفراق الطحون
لشجينا بمن يحيى ويمضي
فارغ القلب لا يحس شجوني
زدتني فتنةً وليس جميلاً
من هجران والهٍ مفتون
حاجة النفس كلها ومني النف
س جميعاً في سحر هذي الجفون
أتراني ألذ شيئاً إذا ما
غبت عن ناظري وقلبي الحزين
إنما يحسن المساء ويحلو
بك فاقعد أولا وهذي يميني
قد ظفرنا من اللقاء بحظٍّ
فاقض حظي من الفراق الشطون
حسبي اللَه في كفاية ما يع
تادني منك وهو خير معين