من لصب غير صابـر

من لصبٍّ غيرِ صابـرْ

​من لصبٍّ غيرِ صابـرْ​ المؤلف ابن شيخان السالمي


من لصبٍّ غيرِ صابـرْ
ما له في الحب ناصـرْ
يطلـب النجـم وهيهـا
تَ فما قـاصٍ لقاصـرْ
بَعُـدَ الأحبـاب عـنـهُ
فهـو كالمعتـوه حائـرْ
أبـرزت أشواقـه مـا
قـد أجنّتْـه الضمائـرْ
أَودع الأحشـاء سِــرّاً
فأضاعتـه المحـاجـرْ
يـا ندامـاي رويــداً
هـذه نسمـة حـاجـرْ
خطـرت ليـلاً فأبـدت
من خباياهـا الذخائـرْ
نفضـت بـرداً عليـه
فغـدت مِسكـةَ تاجـرْ
بَـرِّدوا منهـا فـؤادي
فهـو مَحشـوُّ النوائـرْ
واجبرُوا الخاطر منهـا
فهـي جبـر للخواطـرْ
مَن مُجيري مـن أسـود
جئن في خلـق الجـآذرْ
يتحلّـيـنْ بـأفــرادِ
الـلآلـي والجـواهـرْ
يتجـرَّيـن فتـنـجـرُّ
عليـهـنَّ الـجـرائـرْ
يتطـلـبَّـن ديـونــاً
مـن قلـوب للنواظـرْ
ما على الألبـاب بـأس
إن رأت روض النواظرْ
خدمتْ بستان ذاك الحُس
نِ والخـادم حـاضـرْ
بِـيَ منهـن غــزالٌ
لا أراه غـيـر نـافـرْ
بابلـيُّ اللحـظ أحـوى
فاتِـنٌ أحـور فـاتـرْ
غصـنُ بـانٍ يتثـنـى
وعليـه القلـب طائـرْ
كلُّ عضو شِمـتَ مـن
أعْضائـهِ بـاهٍ وباهـرْ
فهـو فــرد يتثـنّـى
مرَّ بي والليـل عاكـرْ
مُـرُّهُ حـلـو ولـكـن
منـه تنشـق المرائـرْ
بـارك اللّـه لمـسـرا
كَ ولاَ مسَّـك ضائِـرْ
وهنيـئـاً لـنـفـوسٍ
أقبلـت منـك تُضافِـرْ
قَـدْكَ يـا قلبـي ويـا
نعماكَ جاءتك البشائـرْ
لو أطار البشـر جسمـاً
كنتَ يا جسمـي طائـرْ
وبمـا جـدتَ بـه يـا
دهـرٍ كفَّـرّتَّ الكبائـرْ
مثل ما جُدْتَ بوصلـي
غادةً في دهـر غابـرْ
زرتهـا خِلسـةَ وقـتٍ
بـردت فيـه الأسـاورْ
تمسـحُ الـورد بعـنّـا
بٍ وترمـي بالجواهـرْ
ثـم قالـت لـي أَهـلاً
بكَ مـن سـارٍٍ وزائـرْ
هَـكـذا الـدهــر إذا
جاد فخـذ منـه وبـادرْ
وإذا ولــىَّ فـرابـط
فـي بلايـاهُ وصابـرْ
سرَّنـي حينـاً وحينـا
طلعـت منـه بــوادرْ
قَـلَّ مـا فـي الكـف
والدَّينُ مُحيط بيَ دائـرْ
مَن مُعينـي لخلاصـي
مـن نيـوب وأظافـرْ
شـاع فقـري ومُعينـي
بعد رب الخلـق نـادرْ
ملـك بـاسـط كــفٍّ
شأنـهُ جمـعُ المفاخـرْ
سامِـكُ الرفعـةِ سـامٍ
طيِّـبُ الطلعـةِ طاهـرْ
أريحـيُّ البـذْل مِتـلا
فٌ عزيز النفس صابـرْ
ريِّـض النفـس طـوي
ل الصمتِ والفكرة ساهرْ
طالـب العلـم مـجـدٌّ
سابـق الفهـم مـبـادرْ
مكـرم العلـم وأهلـي
ه بفـضـل متـواتـرْ
يترقّـى كُــلَّ يــومٍ
في مساعيـه الفواخـرْ
بـاركَ الرحمـن فيـه
وكساه الفضـل باهـرْ
فهو في الاسلام غـوث
وحـسـام أيُّ بـاتـرْ
ملـكَ السـؤدَدَ والعَلْـي
ا فكـل فيـه ظـاهـرْ
فـارس الحلبـة سبّـاقٌ
على الخيـل الضوامـرْ
فإذا مـا ركـب الشـوّا
فَ قـال الكـل نـادرْ
إنَّما الشـواف طِـرف
مثل لمح الطَّرف غائـرْ
يفـرح الميـدان مـنـه
إن يطـأه بالحـوافـرْ
تشهـد الفرسـان كـلٌّ
عن مدى الشواف قاصرْ
فـإذا سـابـق قـالـوا
أولٌ والـكـل آخِــرْ
لونـه أبـيـض فـيـه
نقـط حمـر دوائــرْ
في سمـاء مـن لُجَيـن
أنجـم التبـر زواهـرْ
أو يواقيـت صـغـار
فرقت فـرق المناظـرْ
أو كبـرج مـن رخـام
رُكِّبـتْ فيـه الدنانِـرْ
أخـتــه شـوّافــة
والبنت منها في المظاهرْ
لـون كــل منهـمـا
أحمَـرُ قـانٍ متظاهـرْ
بهمـا مـن ارجــوان
حلّـة تعشـي النواظـرْ
أو كَحمـراوَيْ غـمـامٍ
مَرَّتـا بيـن العساكـرْ
نِعمـت الشوافـة الـي
وم إذا مـرّت كطائـرْ
بنتهـا مـا هــيَ إلا
في المدى لمحـة ناظـرْ
كلهنَّ اليوم فـي الخَـي
ل عديمـات النظـائـرْ
فــإذا المـيـدانَ أُوردْ
نَ تماشـيـن بخـاتـرْ
هزهنَّ الطَـرب المبـهِ
ج بالمشـي الخواطـرْ
ترعـد الصمعـا وكـم
تبرق والخيـل قرائـرْ
وَطَّنـت أنفسهـا للـنُّ
وَب السـود الكبـائـرْ
لا تبـالـي أسُـيـوفٌ
قـد تلاقـت أم خناجـرْ
أم عـوالٍ مشـرَعَـاتٌ
في نـواصٍ وحناجـرْ
أم زئيـر مـن أسـود
أم من الصُّمْع زماجـر
كل ذي الأهوال لـم تـد
خـل عليهـن بخاطـرْ
هـذه خيـل المـفـدّى
بهجـة المجلـس نـادرْ
مَن أبـوه فـي البرايـا
مَلـك نــاهٍ وآمــرْ
مقصد الآمال مرعى ال
فضل بحر الجود زاخرْ
كم لـه مـن مكرمـاتٍ
أعربت عنهـا المنابـرْ
سيـدي نـادر هــذي
نفثةٌ من سحـر شاعـرْ
غـادة ترضـاك كُفْئـاً
ولهـا فضلـك ماهـرْ