موكب التراب
موكب التراب
من أين جئت؟ و كيف عجت ببابي؟
يا موكب الأجيال و الأحقاب
أمن القبور؟ فكيف من حلّو بها
أهناك ذو ألم و ذو تطراب؟
و لهم صبابات لنا؟ أم غودروا
في بلقع ما فيه غير خراب؟
أمررت بالأعشاب في تلك الرّبى
و ذكرت أننك كنت في الأعشاب
حول الصخور النائمات على الثرى
و على حواشي الجدول المنساب
و على م تصعد كالسحابة في الفضا
و إلى التراب مصير كلّ سحاب
لما طلعت على الشعاع موزّعا
مترجرجا كخواطر المرتاب
و ذهبت في عرض الفضاء كخيمة
رفعت بلا عمد و لا أطناب
قال الصحاب لي استتر و تراكضوا
للذعر يعتصمون بالأبواب
و هب اتقيتك بالحجاب فإنّني
لا بدّ خالعة و أنت حجابي
كم سارح في غابة عند الضحى
جاء المساء فكان بعض الغاب
و مصفق للخمر في أكوابه
طربا، و طيف الموت في الأكواب
أنا لو رأيت بك القذى، محض القذى،
لسترت وجهي عنك مثل صحابي
لكن شهدت شبيبة، و كهولة،
و منى، و أحلاما بغير حساب
و الشاربين بكلّ كأس، و الألى
عاشوا على ظمأ لكلّ شراب
و الضاربين بكلّ سيف في الوغى،
و الخانعين لكلّ ذي قرضاب
و الصارفين العمر في سوق الهوى
و الصارفين العمر في المحراب
و الغيد بين جميلة و دميمة
و العاشقين - الصّب و المتصابي
و العبد في أغلاله و حباله
و الملك في الديباج و الأطياب
آبوا جميعا في طريق واحد
الخاسر المسبّي مثل السابي
فضحكت من حرصي على ملك الصبا
و عجبت كيف مضى عليه شبابي
ووقعت أنت على تراب ضاحك
لما وقعت عليّ في جلبابي
و كذاك أشواق التراب مآلها
و لئن تقادم عهدها لتراب