ناحت الصخر
ناحتُ الصخر
لمن طرقة خرساء صماء تعول
أقض بها النوام في الفجرِ مِعولُ؟
لذلكم الصخر يحطم صخره
ولما يزل لليل في الصبح مدخل!
أكب على تحطيمه وانتحاتهِ
كراجٍ له في ذلك الصلد مأمل!
يطوحُ في عرض الفضاء ذراعهُ
ويهوى على الصماء كالخطب ينزل
ولكنها تلقاهُ صماء لم تلن
وقد خذلت كفاه والصخر يخذل
يدور حواليها ليدرك مقتلاً
وهيهات في الصٌلد الاصماء مقتل
ويغمزها غمز الخبير وينثني
يحاول ما أعياهُ، لا يتحول
وقد جاش في أعضائه كل نابض
وسال دم في صورة الماء يهطلُ
وحين توالت طرقة بعد طرقة
تفتت تحت العزم ما كان يصمل
فأرخى ذراعيه، وأسند جسمهُ
إلى معول، نضّاه للكدح معولُ
تسيل جهود أو دماء نقية
لينصب تمثال، ويرفع منزل
وما نصب التمثال للكادح الشقي
وليس له في ذلك القصر موئل
ولكن قصاراه شراب ولقمة
ومأمله في ذلك الصلد مأكل!
قفار كمثل الصخر أسود كالح
وأفراخهُ كثر، وأنثاه مطفل
فإن كان إكليل فهذا جبينه
وإن كان تمثال فهذا المَمثل
ويا رحمة الإنسان أدعوك فاخجلي
أمام بني الإنسان إن كان يخجل!