ناديك من مطر الإحسان ممطور

ناديكَ من مطرِ الإحسانِ ممطورُ

​ناديكَ من مطرِ الإحسانِ ممطورُ​ المؤلف السري الرفاء


ناديكَ من مطرِ الإحسانِ ممطورُ
و مُرتَجيكَ بغَمْرِ الجُودِ مَغمورُ
و البِيضُ ظِلٌّ عليكالدهرَ منتشرٌ
و النَّقعُ جَيبٌ عليكالدهرَمَزرورُ
و الشِّرْكُ قد هُتِكَتْ أستارُ بَيضَتِه
بحدِّ سيفِكَو الإسلامُ مَنشورُ
كم وقعةٍ لك شَبَتْ في ديارِهِمُ
ناراًو أشرقَ منها في الهُدى نُورُ
بنهضَةٍ خَرَّ فُسطاطُ الكَفورِ لها
خوفاًو أذعنَ بالفُسطاطِ كافورُ
إن تَشْتَكِ الحَدَثُ الحَسناءُ حادثةً
سَعى بها حائنٌ منهم ومَغرورُ
فإنَّها نَشوةٌ وَلَّتْ عُذوبتُها
و خَرَّ ذو التَّاجِ عنهاو هو مخمورُ
يستنقِصُ الوِتْرَ من أعدائهِ مَلِكٌ
عدوُّهُ حيثُ كانَالدهرَموتورُ
مجاورٌ وَزَراً منهو هل وَزَرٌ
و السَّيفُ في يد سيفِ اللّه مشهورُ
يا مَنْ يَمُنُّ على الأسرى فيأسِرُهم
عِلْماً بأنَّ طليقَ المَنِّ مأسورُ
و مَنْ لَدَيْهِ رياضُ الحَمدِ مُونِقَةً
فزَهرُها فيه منظومٌ ومنثورُ
إنْ تَعمُرِ السُّورَأو تُهمِلْ عَمارَتَه
فإنَّه بك ما عُمِّرْتَ مَعمورُ
مَحلُّكَ الغابُ يحمي اللَّيثَ حَوزَتُه
فإن خَلا منه يوماًفهو مَجذُورُ
للّهِ سُورٌ على الأيامِ يكلَؤُهُ
و أنتَلا شكَّ فيهذلك السُّورُ
حَمَيْتَهُ برماحِ الخَطِّ مُشرَعَةً
و كلُّ حُصْنٍ سوى أطرافِها زُورُ
أنتَ الهُمامُ الذي مَنْ هَمِّهُ أبداً
جَرُّ الحديدِو ذيلُ النَّقعِ مَجرورُ
من أُسرةٍ قهَروا كِسرى وأسرتَه
و النَّاسُ مهتَضَمٌ منهم ومقهورُ
لهم من البَرِّ مُصطافٌ ومُرتَبَعٌ
و مَحْضَرٌ في ظِلالِ الحَضْرِ مَحْظورُ
و لا معاقلَ إلا كلُّ سابِغَةٍ
يطوي الفِجاجَ سَناهاو هو منشورُ
و كوكبٌ في ذُرى سمراءَ مُغرِبَةٍ
إذا تمادَى القنانَحرٌ وتَامورُ
تَمَلُّ فارسَكَ المذكورَ في شِيَمٍ
بمثلِها الذَّكَرُ الصَّمصامُ مذكورُ
وافى ومَولِدُهُ المُوفي يخبِّرُنا
بأنَّه ناصرٌ للمجدِ منصورُ
جَرَى فِرِنْدُ أبيه في مَضارِبِه
فجاءَ وهو حديدُ الحَدِّ مأثورُ
فعاشَ ما نَشَرَ الدَّيجورُ حُلَّتَه
و ما انطوَى بضياءِ الفَجْرِ دَيجورُ
حتى نراهو حَدُّ السَّيفِ في يدِهِ
مُثلَّمٌو سِنانُ الرُمحِ ماطُورُ
إنَّ السَّماحَةَ أخلاقٌ عُرِفْتَ بها
و المَكرُماتُ حَديثٌ عنكَ مَسطورُ
و الدَّهرُ يا بْنَ أبي الهيجاءِ يفعلُ ما
أمرْتَهفهو مَنْهيٌّو مأمورُ
لو هَمَّ بأسُكَ بالطَّوْدِ الذي شَمَخَتْ
هِضابُهُ لَهَوَى من بأسِكَ الطُّورُ