نام إلا الهوى فأهلك ناموا

نامَ إِلّا الهَوى فَأَهلُكِ ناموا

​نامَ إِلّا الهَوى فَأَهلُكِ ناموا​ المؤلف إلياس أبو شبكة


نامَ إِلّا الهَوى فَأَهلُكِ ناموا
وَعَلى اللَيلِ مِن هَوانا اِحتِشامُ
جِئتِني تَنصَحينَ حُبّاً كَما يَن
صَحُ نوراً مِن القُمَيرِ الغَمامُ
وَالطَمَأنينَةُ الَّتي بِأَهلِكِ أَغفَت
نَمَّ عَنها في عَينِكِ اِستِسلامُ
أَي بَأسٍ عَلَيكِ وَالأُمَّةُ الشَي
خَةُ عَينٌ وَمِسمَعٌ وَكَلامُ
إِنَّها مِن ذَويكِ خَيرُ ضَمانٍ
ما عَسى أَن يَقولَ واشٍ حَرامُ
فَاِسهَري فَالعَجوزُ نامَت عَلى المِ
نَدِ سَهرانَةً عَلَيها السَلامُ
قُلتِ مِسكينَةٌ وَأَشرَقَ في عَي
نَيكِ عَطفٌ وَفي لماكِ عُجامُ
وَلَو أَنَّ الحُنُوَّ يُعطى لِغطّا
ها لحافٌ مِن قطنِهِ وَحِرامُ
كُنتِ مَلأى مِن السَعادَةِ حَتّى
خِلتِ أَن لَيسَ في الوَرى آلامٌ
كُنتِ ملأى مِنها بِوَدِّكِ لَو يُع
طى شَرابٌ من فَيضِها وَطَعامُ
تَتَمَنّينَ لَو تَفيضُ عَلى النّا
سِ فَلا حاسِدٌ وَلا نَمّامُ
تَتَمَنّينَ لَو تَفيضُ عَلى المَو
تى فَتَحيا أَو تَستَريحَ العِظامُ
وَمَضَت هَجعَةٌ مِنَ اللَيلِ عَجلى
كانَ عَهدٌ لَنا بِها وَذمامُ
قُلتِ غَرِّق عَينَيكَ فيَّ فَغَرَّق
تُ وَعينٌ جوعٌ وَعينٌ أُوامُ
قُلتِ ماذا تُرى وَكُلّي سَوادٌ
فَالقُمَيرُ اِمَّحى وَشَدَّ الظَلامُ
قُلتُ ما لا تَراهُ عَي
نٌ وَلم تُعزَف بهِ أَو بِمِثلِهِ أَنغامُ
أَنا يا لَيلَ مُؤمِنٌ بكِ لكِن
هَل تُصافي وَتعدِلُ الأَيّامُ
قُلتِ أَدرَكتُ ما تُريدُ فَفي بَي
تي هَشيمٌ وَحَولَ بَيتي ضِرامُ
آهِ لَو تَنطِقُ السَما وَتَعي الأَرضُ
وَقد قيلَ دون ذاكَ الحِمامُ
وَلَو اِنَّ القُلوبَ تَطهَرُ وَالآ
ذانَ تَنقى لَصَحَّتِ الأَفهامُ
أَيُّ عَقلٍ لَهُ عَلى القَلبِ حَقٌّ
أَعلى الحِسِّ تَحكُمُ الأَرقامُ
أَلَهُم سُنَّةٌ فَلي رَحمَةُ اللَ
هِ وَلي نورُهُ ليَ الإِلهامُ
أَنا قَلبٌ يُعطي وَهم جَسدٌ يُع
طي لَهُم شَهوَةٌ وَلي أَحلامُ
وَالَّذي قُلتِهِ وَما لَفَظَتهُ
شَفَةٌ مِن دَمٍ أُمورٌ جِسامُ
وَحَمَلتِ العَجوزَ وَاللَيلُ كَهلٌ
وَعَلَيهِ مِن النُجومِ رِسامُ
وَعَلى الشُرفَةِ الكَئيبَةِ ظَلَّت
تَتَرَوّى حَديثَنا الأَنسامُ