نام الخلي وبت الليل مرتفقا

نامَ الخليُّ وبتُّ اللّيلَ مرتفقا

​نامَ الخليُّ وبتُّ اللّيلَ مرتفقا​ المؤلف الأعشى


نامَ الخليُّ، وبتُّ اللّيلَ مرتفقا،
أرْعَى النّجومَ عَمِيداً مُثْبَتاً أرِقَا
أسهو لهمّي ودوائي، فهيَ تسهرني،
وكانَ حبٌّ ووجدٌ دامَ، فاتّفقا
لاشيءَ ينفعني منْ دونِ رؤيتها،
هلْ يشتفي وامقٌ مالمْ يصبْ رهقا
صَادَتْ فؤادي بعَينيْ مُغزِلٍ خذلَتْ،
تَرْعَى أغَنّ غَضِيضاً طَرْفُهُ خَرِقَا
وباردٍ رتلٍ، عذبٍ مذاقتهُ،
كأنما علَّ بالكافورِ، واغتبقا
وجيدِ أدماء لمْ تذعرْ فرئصها،
تَرْعَى الأرَاكَ تَعاطَى المَرْدَ وَالوَرَقَا
وكفلٍ كالنّقا، مالتْ جوانبهُ،
ليستْ من الزُّلّ أوراكاً وما انتطقا
كَأنّهَا دُرّةٌ زَهْرَاءُ، أخْرَجَهَا
غَوّاصُ دارِينَ يَخشَى دونَها الغَرَقَا
قدْ رامها حججاً، مذْ طرّ شاربهُ،
حتى تسعسعَ يرجوها وقد خفقا
لا النفسُ توئسيهُ منها فيتركها،
وقد رأى الرَّعبَ رأي العينِ فاحترقا
وَمَارِدٌ مِنْ غُوَاةِ الجِنّ يَحْرُسُها،
ذو نِيقَةٍ مُسْتَعِدٌّ دُونَها، تَرَقَا
ليستْ لهُ غفلةٌ عنها يطيفُ بها،
يَخشَى عَليها سُرَى السّارِينَ وَالسَّرَقَا
حرصاً عليها لوَ أنّ النّفسَ طاوعها
مِنْهُ الضّمِيرُ لَيَالي اليَمّ، أوْ غَرِقَا
في حومِ لجّةِ آذيٍّ لهُ حدبٌ،
مَنْ رَامَها فارَقَتْهُ النّفسُ فاعتُلِقَا
مَنْ نَالَهَا نَالَ خُلْداً لا انْقِطاعَ لَهُ،
وما تمنّى، فأضحى ناعماً أنقا
تِلكَ التي كَلّفَتْكَ النّفسُ تأمُلُها،
وما تعلقتَ إلا الحينَ والحرقا