نجوم تراعيها جفون سوافح

نجوم تراعيها جفون سوافح

​نجوم تراعيها جفون سوافح​ المؤلف ابن نباتة المصري


نجوم تراعيها جفون سوافح
و لا طيفكم دانٍ ولا الليل نازح
أباخلةً عني بطيف خيالها
عسى ولعلّ الدهرَ فيك يسامح
و تاركة قلبي كليماً وناظري
ذبيحاً ولا في العيش بعدك صالح
لمحتك للبين المصادف لمحة
فطاحت بأحشائي اليك الطوائح
و ما أنت إلا الظبي جيداً ومقلةً
فلا غرو أن أهوت اليك الجوارح
جوارح ينمو شجوها وسقامها
عليّ ودوني جندل وصفائح
و قلب عصى نصحي عليك وسلوتي
فأبعد شيء صبره والنصائح
و قلت جبين المالكية عذره
فقال الورى عذرٌ لعمرك واضح
و ضاقت علينا عينها فتمنعت
و هيهات أن تسخو النفوس الشحائح
و لم أنس يوم البين إيماءَ طرفها
و عيس المطايا للفلاة جوانح
فليت الردى أجرى دم العيس ناحرا
فسالت بأعناق المطى ّ الأباطح
و مما شجاني في الضحى صوت ساجع
كأني له بعد الحبيب أطارح
يساعدني نوحاً يكاد يجيبنا
بأمثاله بانُ الحمى المتناوح
فليت حمام الأيك يوماً أعارني
جناحاً إلى الركب الذي هو نازح
و ليت النجوم الزهر تدنو قوافياً
لنا فتنقى في ابن خضر المدائح
رئيسٌ تجلى بشره ونواله
فلا الأفق مغبرٌّ ولا العام كالح
على المزن من تلك البنان تشابه
و في البدر من ذاك الجبين ملامح
و في الارض من أخلاقه وثنائه
سماتٌ فنغم المزهرات الفوائح
ولله أقلام الحماسة والندى
على يده حيث السطا والمنائح
حمين الحمى لما فتحن بلاده
و قد أقصرت عنها القنا والصفائح
فهنّ على اللآئي فتحن مغالقٌ
و هنّ على اللآتي غلقن مفاتح
و طوقنا أطواق جود فكلنا
على شبهِ الأغصان بالحمد صادح
و روضنَ أقطار الشآم بأحرف
سقى أصلها طاف من النيل طافح
و صدر لما يلقى من السرّ لائق
و كوكب فضل في سما الملك لائح
علي المدى لا بالملة جازعٌ
و لا بالتي يثني لها العطف فارح
وزاكي النهى إما لمعنى سيادة
و إما لأكباد المعادين شارح
بليغ اذا نص المقال وبالغ
مدى الرأي حيث النيرات الطوامح
و أبيض وجه العرض والوجه والتقى
اذا لفحت سفع الوجوه اللوافح
على دولة الأملاك كلّ فصوله
ربيع وفي الأعدا سعودٌ ذوابح
و للطالبي العمى غمام كأنه
لما جد في جودٍ وحاشاه مازح
إلى عدله يشكو الزمان فانه
خديمٌ يغادي أمره ويراوح
تعودت أن تسري اليه ركائبي
فترجع وهي المثقلات الروازح
و آخذُ من قبل المديح جوائزاً
تقصر عن أدنى مداها الممادح
فلا غروَ أن آتي بهن مضيئة
كأن المعاني في البيوت مصابح
أمولاي ان يسكت لسانيَ صابراً
فان لسان الحال مني صادح
ألم تر أني معمل الفكر في كرى
حمار أماسي غبنه وأصابح
ركوبي على أمثاله في زمانكم
كما ركبت في العالمين القبائح
فهل لي ببيت المال حق فيقتضى
و هل أملي في أرذل الخيل جامح
ولي في بديع الوصف كالصخر قوة
و لكنه سيل على الأرض سائح
أقدم فيه الوصف فيل أوانه
على ثقة مني بأنك مانح