نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان/البراض بن قيس الكناني الفاتك
البرَّاض بن قيس
وأما البرَّاض بن قيس الكناني فإنه وفد على النعمان بن المنذر ولفتكه وجنايته على قومه طردوه فوجد عنده عروة الرحال بن عتبة الهوازني سيد بني عامر وكان الملك كل سنة يرسل لطيمة إلى سوق عكاظ لتباع له فيه في جوار رجل من أشراف العرب، واللطيمة في اللغة العير المحملة عطرًا ومسكًا فقال النعمان من يجيز لي اللطيمة إلى سوق عكاظ؟ فقال له البراض: أنا أجيزها على بني كنانة، فقال عروة الرحال: أنا أجيزها لك أيها الملك دون هذا الخليع المطرود يعني البراض فدفعها الملك إلى عروة، فقال له البراض: أتجيزها يا عروة على بني كنانة؟ قال: وعلى الناس كلهم فخرج فيها عروة وخرج البراض وراءه حتى إذا وصل ذا طَلَّال وثب عليه البرّاض فقتله وأتى خيبر فقتل بها رجلين أحدهما من غطفان والآخر من غنى جاءا يطلبان بثأر عروة الرحال وقال البراض في ذلك:
فوقعت حرب الفجار بسبب فتكة البراض وقتله عروة الرحال بين قيس عيلان وبين كنانة وسميت فجارًا؛ لأنهم اقتتلوا في الأشهر الحرم، وكانوا في الجاهلية يحرمون القتال فيها، فلما تحارب هؤلاء، قالت العرب: فجروا، فسميت حرب الفجار، وقد حضر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الحرب وكان عمره إذ ذاك عشرين سنة وكان ينبل عن أعمامه.