نزهة المشتاق في اختراق الآفاق/الإقليم الخامس/الجزء الخامس


إن الذي تضمنه هذا الجزء الخامس من الإقليم الخامس فيه بلاد ناطلوس وتفسيره المشرق وفيه مدينة عمورية وحصن العلمين ومرج الشحم وحصن برغوث والمسكنين وفيه بلاد البقلار وفيه مدينة أنقرة وصلمه وتخاط وخرلاصة وعمل الآرمنياق وفيه قونية ولاذقية وذرقيو وفلومي وبلوطن وجملة حصون وعمل القباذق وحده طرسوس إلى اللين وفيه بلاد كثيرة وقد ذكرنا أكثرها في الإقليم الرابع وعمل الأبسيق وفيه مدينة نيقية وبلاد كثيرة وجمل حصون مثل اليهودي وغروبلي والأغراذ ومدينة لباذية ونريد أن نتكلم الآن في صفاتها وأصقاعها ومواضعها ونحد ما بين البلد والبلد من الأميال والمراحل كما جرت به عادتنا فيما سلف وتقدم لنا شرحه في الأجزاء الأول من الكتاب.

فنقول إن من مدينة نيقية إلى عمورية ثمانية أيام تخرج من نيقية إلى نهر مسترة مرحله ثم إلى أبروسية وهي قرية عامرة مرحلة إلى مدينة لباذية مرحلة وهي مدينة عظيمة مختلفة العمارة كثيرة الأسواق وهي على نهر كبير والمراكب الكبار تصعد فيه من الخليج وتصل إلى لباذية ولها كروم كثيرة وبساتين وعمارات متصلة ومن مدينة لباذية إلى قرية مسيسة مرحلة إلى قستورة مرحلة إلى نهر مادرى مرحلة إلى كيذرس مرحلة ومدينة كيذرس مدينة صغيرة متحضرة ذات أسراق وعمائر ومنها إلى مدينة عمورية مرحلة.

وطريق آخر من مدينة عمورية إلى الخليج تخرج من عمورية إلى قرية الحوات خمسة عشر ميلاً إلى ضفة نهر عمورية الغربية ميلان ثم إلى الفخ اثنا عشر ميلاً ثم إلى قلامي الغابة خمسة عشر ميلاً إلى حصن اليهود اثنا عشر ميلاً إلى سندابيري ثمانية عشر ميلاً إلى مرج حمر الملك بدرولية ثلاثون ميلاً ثم إلى حصن غروبلي خمسة أميال ثم إلى كنائس الملك ثلاثة أميال ثم إلى الملون خمسة وعشرون ميلاً ثم إلى الأغراذ خمسة عشر ميلاً ثم إلى ملاجنة خمسة عشر ميلاً إلى إصطبل الملك خمسة أميال إلى حصن العبرا ثلاثون ميلاً ثم إلى الخليج أربعة وعشرون ميلاً.

ومدينة عمورية مدينة كبيرة مشهورة في بلاد الروم وبلاد المسلمين لأنها أزلية القدم مشهورة في البلاد غير أن الفتوحات تتوالى عليها من جيوش المسلمين والروم ولها سور حصين وهي على نهر كبير ونهرها يمر جنوبا إلى أن يصب في نهر الفرات ويسمى نهر قباقب ومدينة عمورية رصيف إلى سائر البلاد المجاورة لها والمتباعدة عنها ومن ذلك صفة الطريق الى مدينة طرسوس الساحلية من عمورية إلى وادي الحور اثنا عشر ميلا ثم إلى أندرسيانة اثنا عشر ميلاً وهو حصن حصين ومنه إلى الملجيس عشرون ميلاً ومنه إلى ربض قونية خمسة عشر ميلاً ومنه إلى نهر الأحسا ثمانية عشر ميلاً ثم إلى عيون برغوث ستة عشر ميلاً ومن عيون برغوث إلى حصن المسكنين اثنا عشر ميلاً ثم إلى رأس الغابة سته عشرميلاً ثم إلى مدينة اللين خمسة عشرميلاً ومن مدينة اللين إلى البهسني ثلاثة أيام ومنه إلى وادي الطرفاء عشرون ميلاً ومن وادي الطرفاء إلى المعسكر اثنا عشر ميلاً ومن المعسكر إلى الدرب عشرة أميال وهو الدرب الذي ذكره امرؤ ا لقيس في شعره وهو جبل حاجز بين بلاد أنطالية وبلاد خرسيون منتصبا من المغرب إلى المشرق وفيه أبواب عليها حصون وحراس ترتقب الداخل والخارج ومن الدرب إلى البذنذون وهو حصن اثنا عشر ميلاً ومنه إلى حردقوب وهو حصن اثنا عشر ميلاً ومنه إلى الجوزات سبعة أميال ومنه إلى الزهرة اثنا عشر ميلاً ومنها إلى العليق اثنا عشر ميلاً ومن العليق إلى طرسوس اثنا عشر ميلاً.

وصفة طريق آخر من طرسوس إلى أبذوس على فم خليج القسطنطينة من طرسوس إلى العليق اثنا عشر ميلاً إلى الزهرة اثنا عشر ميلاً ثم إلى الجوزات وهو حصن اثنا عشر ميلاً ثم إلى الحردقوب سبعة أميال ثم إلى البذنذون اثنا عشر ميلاً ثم إلى الكروم يسرة اثنا عشرميلاً ثم إلى البرية تسعة عشرميلاً ثم إلى الكنائس عشرون ميلاً إلى طولب عشرون ميلاً إلى رندة خمسة عشر ميلا إلى بلقسة خمسة عشر ميلاً إلى مرج الأسقف تسعة أميال ثم إلى فلوغري وهو حصن اثنا عشرميلا إلى قرية الأصنام عشرون ميلاً ثم إلى وادي الريح سبعة عشر ميلاً ثم إلى بلوطن خمسة عشر ميلا ثم إلى الصنيمة أربع وعشرون ميلاً ثم إلى عاموا تسعة عشر ميلاً ثم إلى موذونوس عشرون ميلاً ثم إلى مخاضة ثمانية عشر ميلاً إلى قرية الجوز ستة عشر ميلاً إلى الغطاسين اثنان وعشرون ميلاً إلى قرية البطريق عشرون ميلاً ثم إلى مرج ناقولية خمسة عشر ميلاً ثم إلى دنوش عشرون ميلاً ثم إلى حصن بلومين تسعة أميال ثم إلى حصن قوطية اثنا عشر ميلاً ثم إلى الرنذاق ميلان ثم إلى أبذوس على فم المضيق ثلاثة عشر ميلاً.

والطريق من كمخ إلى عمورية ثم إلى القسطنطينة مائة وستة وثمانون بريدا والبريد ثلاثة أميال وكذلك من كمخ إلى أنقرة وهي مدينة خراب إلى حصن أمطلين إلى أبذوس مائة وثمانية وعشرون بريدا.

ومن أراد المسير من كمخ إلى الخليج خرج من كمخ إلى باذلو مرحلة ثم إلى مدينة صادخة يومان ومن صادخة إلى نشمو وهو نهر عليه (جسر) مرحلة ومنه إلى مدينة خرشنة مرحلة ومنها إلى قشترطة وهي مدينة صغيرة متحضرة ثلاث مراحل والطريق في مروج وخصب عام ومنها إلى قرطيسة ثلاثة أيام ثم إلى نهر اللين مرحلتان ثم إلى بحيرة بوسرندة مرحلتان ثم إلى بلوطن نصف نار ثم إلى عمورية نصف نهار ومن عمورية إلى الخليج مائة وخمسة وتسعون ميلاً.

والطريق من عمورية إلى أنطالية التي على ساحل البحر الشامي من عمورية إلى بلوطن نصف نهار ومن بلوطن الى بحيرة بوسرندة نصف نهار وهي بحيرة كبيرة فيها سمك كثير مختلفة الصفات ومن البحيرة إلى مدينة فلومي يوم وهي مدينة صغيرة متحضرة ومن فلومي إلى مدينة لاذقية يومان ومن مدينة اللاذقية إلى مدينة قونية يوم وقونية مدينة حسنة وبها مفترق الطرق فمن شاء أنطالية البحرية خرج في جهة الجنوب إلى أمروفي مرحلة ثم إلى نهر قوشة مرحلة إلى خذوشطة مرحلة إلى فج عمروس ثلاث مراحل إلى كوثرة مرحلة إلى أنطالية مرحلة.

والطريق من قونية إلى ملدني ثلاث مراحل وأيضاً من قونيه إلى مدينة خرلاصة شرقاً أربعة أيام ومن خرلاصة إلى مدينة صمله يومان ومن صمله إلى قصاريه ثلاثة أيام شرقاً ومن قصارية إلى مدينة صيندو ثلاثة أيام ومن مدينة صيندو إلى مدينة أبلسطة ثلالة أيام ومنها إلى مدينة ملدني ثلاثة أيام ومدينة ملدني مدينة متوسطة على نهر يجري إلى جهة الشمال ويصب في بحر بنطس وهي رصيف يجتمع بها القوافل وتفترق طرقها.

فالطريق من ملدني إلى مدينة كمخ من ملدني إلى مدينة تخاط أربعة أيام ومن تخاط إلى مدينة أماسية يومان ومن أماسية إلى مدينة كمخ ستة أيام وبين كمخ وأرتكان وهي على شاطىء الفرات نصف يوم وكمخ كما وصفنا مدينه حصينة حسنة المطلع نافقة المتاجر والصنع.

والطريق من قونية إلى أنطاكية فمن شاء ذلك سار من مدينة قونية إلى أنقرة وتروى أنكرى خمس مراحل وهي مدينة حسنة زهية عجيبة بهية كثيرة الفرح وسيعة النهج ومنها إلى مدينة لارندة أربعة أيام ومن لارندة إلى مدينة سنطي خمسة أيام ومن مدينة سنطي إلى مدينة منقري ستة أيام إلى مدينة خندكة خمسة أيام إلى حصن منصور ثلاثة أيام ومنه إلى مدينة أنطاكية سبعة أيام.

ومن أخذ من قونية شرقاً سار من قونية إلى أنقرى خمسة أيام وهى مدينة حسنة وكانت في زمن الفتنة خاوية ومن أنقرى إلى مدينة أماسية يوم ومن أماسية إلى مدينة غنغرة خمسة أيام ومنها إلى مدينة قسطامني يوم ومن مدينة قسطامني إلى مدينة قونية خمس مراحل ومن قونية أيضاً إلى مدينة عمورية خمسة أيام.

والطريق من نيقية إلى أنطالية المحدثة من نيقية إلى مدينة أبروسية يومان وأبروسية قرية جليلة متحضرة ذات أسواق وعمارة ومنها إلى مدينة لباذية يوم ولباذية مدينة كيرة حصينة وهي على نهر كبير تصعد المراكب فيه وتنزل ومنه إلى مدينة بارية أربعة أيام إلى نهر جلمطسة يومان إلى حصن الزهرق وهو خراب في أسفل جبل على شعبه منه ثم إلى أنطاليه خمسه أيام.

والطريق من مدينة ملدني إلى مدينة تفليس من أرمينية من مدينة ملدني إلى مدينة خرطبرت وهي مدينة صغيرة متحضرة يومان ومنها إلى حصن جمشقا يومان إلى مازقيط يومان إلى مدينة بالوا وهي مدينة صغيرة يومان ومن بالوا إلى حصن جنجكو ثلاثة أيام ثم إلى حصن أموش وهو على الجبل الكبير ثلاثة أيام ومن حصن أموش إلى تفليس ثلاثة أيام وتفليس مدينة كبيرة جليلة في ديار أرمينية.

وطريق آخر من مدينة ملدني إلى أنطاكية من ملدني إلى بهسني أربعة أيام إلى حصن كيسوم يومان ومن حصن كيسوم إلى حصن منصور أربعة أيام ومن حصن منصور إلى حصن الحدث يوم بل هي مدينة في جميع حالاتها ومنها إلى الهارونية مرحلة ومن الهارونية إلى الكنيسة السوداء يوم خفيف ثم إلى طرسوس مرحلة ثم إلى أذنة مرحلة إلى اللمصيصة مرحلة إلى أنطاكية يومان.

والطريق أيضاً من ملدني إلى المصيصة من ملدني إلى حصن مراش ثلالة أيام إلى أماسية يومان إلى مدينة كمخ خمسة أيام ومن مدينة كمخ إلى مدينة خزومي إلى تل حمدون خمسة أيام إلى مدينة ناضية خمسة أيام إلى المصيصة ثلاثة أيام.

والطريق من خرلاصة إلى أنطاكية من خرلاصة إلى حصن إيرنة ثلاثة أيام الى جبل نموش يومان إلى حصن نيطنو يومان إلى الكنيسة السوداء يومان إلى طرسوس يوم إلى مدينة أذنة مرحلة الى المصيصة مرحلة.

والطريق من ملدني إلى ميافارقين وميافارقين مدينة من محن أرمينية الصغرى فمن ملدني إلى حصن ياني في جبل نموش مرحلتان ومنه إلى حصن شهيد مرحلة ومن حصن شهيد إلى حصن الرمانة وهي قرية كبيرة وعليها حصن حصين ثلاثون ميلاً ومن حصن الرمانة إلى وادي البقر وبه ضيعة عامرة ثمانية عشر ميلاً ومن وادي البقر إلى مدينة عرقا ثمانية عشر ميلاً وعرقا مدينة صغيرة محضرة كثيرة الخير والخصب ومن مدينة عرقا إلى نهر قباقب وهو النهر الجائي من جبال بضحام وهو مادة الفرات ومن النهر إلى قرية الحمام اثنا عشر ميلاً ويوازي هذه القرية في جهة الجنوب حصن ملطية وبينهما اثنا عشر ميلاً ومن هذه القرية إلى تل بطريق اثنا عشر ميلاً ومنها إلى تل أرسناس اثنا عشر ميلاً وأرسناس على نهر كبير يمد الفرات ويأتي من الجبال ويصب أسفل شمشاط ومن تل أرسناس إلى حصن زياد الكبير تسعة أميال ومن حصن زياد إلى مدينة هيات اثنا عشر ميلاً ومن مدينة هيات إلى ضيعة القس خمسة عشر ميلاً ومن ضيعة القس إلى مدينة الأرديس اثنا عشر ميلاً وهي مدينة حسنة متوسطة القدر كثيرة البساتين والأشجار ومنها إلى حصن ذي القرنين وهو حصن منيع ثمانية عشر ميلاً ومنه إلى حصن الهتاج ثمانية عشر ميلاً وهو حصن حسن ومنه إلى ميافارتين ثمانية عشر ميلاً ومدينة ميافارقين مدينة حسنة حصينة وسنذكرها إذا وصلنا إلى موضع ذكرها بحول الله وقوته.

والطريق من آمد إلى مدينة قامرون التي على نهر صبابة شمالا من آمد إلى حصن ندارم مرحلة ومنه إلى نهر شيط مرحلة ثم إلى أرجونة مرحلة وهو حصن خراب ومنه إلى مدينة الأرديس السابق ذكرها ثم إلى غيغني وهي قرية عامرة كبيرة مرحلة ومن غيغني الى شيتة مرحلة إلى قرية دامية مرحلة إلى مدينة أموش السابق ذكرها مرحلة ومنها إلى بيطة مرحلة إلى قلشانة مرحلة إلى غتانت وهي قرية حسنة مرحلة ثم إلى حصن مطغوري مرحلة ومنه إلى حصن شيذى مرحلة ثم إلى غشتة مرحلة إلى قماية مرحلة إلى تبانستو مرحلة إلى مدينة قامرون مرحلة وقامررن مدينة على نهر كبير يسمى صبابة وهذا النهر تصعد فيه المراكب الحربية وغيرها من أنواع المراكب وهو نهر كثير الماء معتدل الجرية عريض السعة وفيه كثير من أنواع السمك ويصب في بحر بنطس بين مدينة أطرابزندة ومدينة أشكيسية وجميع هذه البلاد التي ذكرناها الآن تتقارب مقاديرها وتتشابه عماراتها وبنيانها وليست كبلاد المسلمين في حسن الاتقان وجودة الترتيب.

والطريق من مدينة لباذية إلى مدينة قامرون في جهة الشرق من مدينة لباذية شرقا إلى حصن اليهود ثلاث مراحل ومن حصن اليهود إلى نيطة مرحلة إلى كردجة وهي قرية مرحلة إلى قرية جون مرحلة إلى مدينة نجة مرحلة وهى مدينة حصينة منيعة ومنها إلى قرية ذروتة مرحلة إلى قرية بينش مرحلة إلى خشطش مرحلة إلى قرية قبنلبش مرحلة إلى مدينة ذونية وهي مدينة حسنة خصيبة عامرة على نهر روى الكبير وبين مدينة ذونية ومبدأ هذا النهر مرحلة ويخرج من جبل في غربيها من عينين فيلتمان ويصيران جسدا واحدا فمن أراد النزول إلى قامرون في النهر سار من مدينة ذونية في المركب إلى مدينة ناموني يوما ونصفا ومن ناموني إلى مدينة قامرون يومان ونصف ومن أراد المسير في البر سار من ذونية إلى قامرون بين جبال وشعار وأوهدة صعبة اثني عشر يوماً والعمارات بها قليلة.

والطريق من ناموني بين شرق وجنوب إلى تفليس تسير من مدينة ناموني إلى مدينة بندابو ثلاث مراحل جنوبا في كلأ وعشب ومياه وأرض وطيئة وبها وحوش كثيرة وصيد كثير ومدينة بندابو على نهر صبابة وفي شماله فيعبر النهر إلى حصن ماقري مرحلتان وحصن ماقري فوق جبل عال لا يمكن الصعود إليه إلا من جهة واحدة وطريقه صعب والماء ينبع من وسطه فيكون منه واد يجري عليه أرحاء ومن حصن ماقري إلى حصن مطغوري مرحلتان والطريق بين دهاس ونقوع مياه صعبه وجبال حرش ومن حصن مطغوري إلى مدينة تفليس ثلاث مراحل وسنذكر صفة تفليس في موضع يجيء فيه ذكرها بحول الله تعالى.

والطريق من عمورية إلى تفليس شرقاً على مرج فلن تخرج من عمورية إلى مدينة قباقب على النهر مرحلتين ومن قباقب إلى ششوي خمس مراحل والطريق في عشب وكلأ وخصب ومرابع حسنة وصيود ممكنة ومياه ناشعة وأرض لا جبل بها ومدينة ششوي مدينة عامرة حسنة ومنها إلى مدينة أفرانتة ثلاث مراحل والماء يتزود به في هذه المراحل الثلاث من مرحلة الى مرحلة ومن مدينة أفرانتة إلى مدينة بذلان ثلاث مراحل وبذلان حسنة الرفعة حصينة المنعة موضعها في أنف خارج من الجبل والصعود إليها صعب ومنها إلى تفليس طريقان فمن أخذ ذات اليمين سار مشرقاً إلى حصن فهد أربع مراحل في طريق وعر وصخور وصعود وهبوط ومن حصن فهد إلى حصن أموش أربع مراحل ومن حصن أموش إلى مدينة تفليس ثلاث مراحل ومن أخذ من بذلان ذات اليسار سار إلى مدينة فلوجة مرحلتين وفلوجة مدينة صغيرة كالبادية ومن فلوجة إلى مدينة بندابو المتقدم ذكرها أربع مراحل محققا ومن شاء سار من مدينة فلوجة إلى حصن ماقري ست مراح ومن حصن ماقري إلى حصن مطغوري مرحلتان ثم إلى تفليس ثلاث مراحل.

والطريق من مدينة ذونية المتقدم ذكرها إلى مدينة ملدني في جهة الجنوب تخرج من مدينة ذونية إلى جبل أقورنت جنوبا مرحلتين فتصعده وتصير إلى مدينة ششوي جنوبا مرحلتين كبيرتين وششوي في شرق مرج فلن ومن مدينة ششوي إلى مدينة قسطامني جنوبا أربع مراحل وقد سبق ذكر قسطامني ومن قسطامني جنوبا إلى خرطبرت يومان وهي مدينة صغيرة حسنة ومن خرطبرت إلى ملدني يومان جنوبا ومن شاء سار من مدينة ششوي ذات اليمين إلى مدينة صيندو أربع مراحل وهي مدينة صغيرة على جنوب مرج فلن ثم يعبر نهر قباقب إلى مدينة أبلاسطة ثلاث أيام جنوبا ومن مدينة أبلاسطة إلى مدينة ملدني جنوبا ثلاث مراحل وفي شمال مرج فلن فيما يحكيه الأرمينيون بركة ماء كبيرة يظهر ماؤها عاما ويكون فيها من السمك الشيء الكثير وترف عليها الطيور في جميع جوانبها ثم تجف فتقيم جافة سبعة أعوام لا يكون للماء فيها أثر فإذا كان العام الثامن عادت بإذن الله تعالى فتمتلىء بالماء ويكثر سمكها فيعم أكثر تلك الجهات وموضع هذه البركة متوسط بين مدينة نجة ومدينة ششوي وعلى شمالها وعلى مرحلة ونصف مرحلة منها جبل غرغوي وفي هذا الجبل المسمى بغرغوي كهف منه على عشرين باعا فيه بئر بعيدة القعر إذا رمي فيها بحجر سمع أسفل البئر دوي كدوي الرعد القاصف ثم يسكن فإن رمي فيها أحجار سمع لكل حجر منها صيحة ودوي كما قدمنا وصفه وفي هذا الجبل معدن حديد مسموم إن صنعت منه سكين أو شيء من الأسلحة وجرح به حيوان هلك وحيا وعلى شمال مدينة نجة وعلى مرحلتين منها مدينة ابرثوري وهي صغيرة جدا لكنها خصيبة ولها سوق يوم مشهود وقد أكملنا القول في هذا الجزء حسب الطاقة والله المحمود على معونته ومنه نستمد التسديد والتوفيق إنه ولي الطول وله القوة والحول.

نجز الجزء الخامس من الإقليم الخامس والحمد لله ويتلوه الجزء السادس منه إن شاء الله.