نضرت منك محياها الحياه

نضرت منك محياها الحياه

​نضرت منك محياها الحياه​ المؤلف محمد إقبال


نضرت منك محياها الحياه
ورأت تعبير رؤياها الحياه
الجهات الست نور يسطع
منك والأقوام جمعا تبع
إن فقرافيك ذخر الكائنات
قد تعالى بك قدر الكائنات
أنت أشعلت مصابيح الحياه
وحبوت الناس من رق نجاه
صور الكون بدت من دونكا
فاقة تشكو وتشكو الحلكا
نفس منك أطار الشررا
فاستحال الطين منه بشرا
وسمت للنيرين الذرة
وتجلت من حشاها القوة
من أبي أنت وأمي أقرب
مذ رأى وجهك طرفي المعجب
عشقك النار بجسمي يضرم
فليذب روحي منه ضرم
ومتاعي أنة مثل الرباب
إنها المصباح في بيتي الخراب
كيف لا يبدي شج أتراحه
كيف لا يبدي زجاج راحه
ضل عن سر النبي المسلم
موثنا قد صار هذا الحرم
كلهم في قلبه يثوى هبل
ومناة فيه والعزى تحل
شيخنا يفضله البرهمن
سمنات رأسه يستوطن
هجر العرب وفي العرب عصم
وأطال النوم في حان العجم
فت برد العجم في أعضائه
دمعه أبرد من صهبائه
هو كالكافر يخشى الأجلا
صدره من قلب حي قد خلا
داؤه كل طبيب ما شفا
فحملت النعش عند المصطفى
هالكا عرفته ماء الحياه
ومن القرآن أسرار النجاه
قلت عن أحباب نجد قصتي
حدثت عن روض نجد نفحتي
فأضاء الحفل من لحني أياه
ودرى قومي أسرار الحياه
قيل أهدي سحر أوربا لنا
وبقانون الفرنج افتتنا
واهبي عود سليمي كرما
والأبوصيري بردا كرما
أهد للحق الذي قد أفكا
الذي يجهل ما قد ملكا
أن يكن قلبي غوى لا يبصر
أو سوى القرآن لفظي يضمر
أتت يا من نوره صبح العصور
أنت يا عالم أسرار الصدور
امكن أستار فكري وافضحن
طهرن من شوكتي روض الزمن
وحياتي اقطع لأجل الأمة
واكفين شرى أهل الملة
أبعدن عن روضتي الغيث المريع
واحرمني من شآبيب الربيع
جفف الراح بكرمي عاجلا
واملأن واحي سما قاتلا
واخزيني يوم حشر الأمم
واحرمني منك لثم القدم
أو أكن أخلصت نصحي في البيان
ونظمت الدر من سر القران
فدعاء منك أجرى وكفى
بك كم نال وضيع شرفا
اسألن الله رب العرش لي
يجعلن عشقي قرين العمل
رب قد أنعمت بالروح الحزين
ونصيبا شئت لي من علم دين
فاجعلن في الفعل حظي أوفرا
واجعلن قطر ربيعي دررا
أمل آخر في القلب أقام
مذحوى قلبي في الدنيا مقام
هو في صدري كقلبي نزلا
شاهدا صبح حياتي الأولا
أمل أذكيت منه لهبي
مذ شدا باسمك أمي وأبي
كلما غيض مني الزمن
ودهاني ريبه والمحن
شب في قلبي هذا الأمل
ونما بالعتق فيه الثمل
إنه تحت ترابي جوهر
كوكب في جنح ليلي يسفر
همت حينا بذوات الحور
وتعشقت ذوات الطرر
وعلى الراح صحبت الغانيه
حين أطفأت سراج العافيه
وأحاطت بيدرى نار البروق
وغزا قلبي قطاع الطريق
وبروحي لم يزل هذا العقار
وبكيسي لم يزل هذا الضار
لبس الزنار عقلي الآزري
وغزا روحي بالنقش الفرى
في إسار الشك أمضيت سنين
وهو في رأسي مقيم لا يبين
أحرفا ما نلت من علم اليقين
ومن الحكمة في الريب رهين
لم يلح في ليل عمري نور حق
لم ينره ليلي شعاع من شفق
وفؤادي مضمر هذا الرجاء
صدف في قلبه در أضاء
ثم من عيني دمعا سجما
وتجلى في فؤادي نغما
يا من القلب سواه أغفلا
إئذنن أذكر هذا الأملا
سيرتي ما ضاء فيها العمل
كيف مثلي مثل هذا يأمل
أنا من إظهاره في خجل
منك لطف يستر الجرأة لي
يا رحيما بك للناس مفاز
كل ما أبغيه موتي في الحجاز
هجر غير الله شأن المسلم
كيف لي عيش ببيت الصنم
حسرة المسلم إن حم الممات
أن يكون الدير مثوى للرفات
ويل يومي وهنيئا لغدي
إن أقم في ذا الحمى من لحدي
حبذا أرض تراها موطنا
حبذا توب تراه مسكنا
دار حبي ومليكي والسكن
أيها العشاق ذا نعم الوطن
كوكبي أطلعه بالسعد غدا
في ظلال الدار هب لي مرقدا
ليرى الراحة قلبي القلق
ويرى الهدأة هذا الزئبق