نعمنا بوصل من حبيب مساعد

نعمنا بوصل من حبيب مساعد

​نعمنا بوصل من حبيب مساعد​ المؤلف لسان الدين الخطيب


نعمنا بوصل من حبيب مساعد
وقد أقلق النفس انتظار المواعد
ونلنا كما شاء الهوى عقب النوى
على رغم أنف من عدو وحاسد
الظلام كأنها
أحاديث سر ضمها قلب جاحد
نجاذب أهداب العتاب لطيفة
فنسقي بعهد الدمع ذكر المعاهد
ونمزح كأس الراح تترع بيننا
شمولا بمعسول من الريق بارد
ونلثم ما بين النحور إلى الطلى
وإن هي غصت بالحلى والقلائد
وننهل في ورد اللماغلة الظما
فيالك من ري لغلة وارد
وننعم من وصل الحبيب بجنة
هي الخلد لكن الفتى غير خالد
ولما استمال النوم والكأس جفنه
وألقى لسلطان الكرى بالمقالد
نضحت على نيران قلبي بقربه
ووسدته ما بين نحري وساعدي
وكانت إلى ذكر الفراق التفاتة
قدحت بها زند الأسى غير خامد
فأيقظه قلب خفوق ومقلة
تجود بدر ذائب غير جامد
وريع وقد شد العناق وثاقه
كما ريع ظبي في حبالة صائد
فأقبل يشكو ضعف ما أنا أشتكي
ويسأل من أشواقه كل شاهد
ويقسم لي أن لا يخون مواثقا
تخذت عليه محكمات المعاقد
وقال لتهن الوصل مني فإنما
يهون إلى المحبوب خوض الشدائد
إلى أن دعا داعي الصباح وأقبلت
طلائع فجر للدجنة ذائد
فعانقت منه الغصن في كثب النقى
وقبلت منه البدر بين الفراقد
وودعته كرها وداع ضرورة
وحكم النوى يجري على غير واحد
وقام كما هب النسيم بسحره
فمال بممطور من البان مائد
وولى فرد الطرف نحوي مسلما
به بين أطراف حسان النواهد
فأما اصطباري فهو أول راحل
وأما اشتياقي فهو أول قاعد
فيا قلبي صبرا إن للدهر رجعة
لعل زمانا للوصال بعائد