نفسي بحبل ولاء أحمد أمسكت
نفسي بحبل ولاء أحمد أمسكتْ
نفسي بحبل ولاء أحمد أمسكتْ
مذ أحكمتْ بنياط قلبي عقدَه
أنّى وفرضُ مودتي هي فيهمُ
أجر الرسالة لستُ أنسى عهده
بل لم تزلْ كبدي تروِّح وجدَها
بنسيم ذكراه فتلقي برده
ماذا أقول على البعاد محرراً
من نعت شوقٍ فيه أشكو بعده
وجميع أقلامي يكلُّ لسانها
أنبأءُ فضلٍ هنَّ أوحى آيها
لكنْ إذا سأل الحبيب فؤاده
علمَ الذي عندي بما هو عنده
هو ذاك غرة ُ جبهة الحسب الذي
لفخاره السامي أعدَّ معدَّه
من طينة الشرف التي من محضها
بارى الأنام برى أباه وجدَّه
من معدن الكرم الإلهيّ الذي
لا خلقَ إلا وهو يشكو رفده
من بيت مختلف الملائكة الذي
للحق يهدي من تطلَّب رشده
من منبع الحكم الذي يرد النهى
منه ويصدر وهو يحمدُ ورده
من عترة الوحى الذين سما بهم
حسبٌ له التنزيلُ يرفع مجده
ممن بعطف علاهُم متضوّعٌ
أرجُ الإمامة مهدياً لك ندَّه
ممن على اُولي الزمان نداهم
غمروا به حرَّ الزمان وعبده
في كل عصرٍ منهم ابنُ نبوَّة ٍ
جمع الإلهُ به المحاسنَ وحده
فردٌ يسدُّ مسدَّ أرباب النهى
وجميعها ليستْ تسدُّ مسدَّه
واليوم هذا أحمدٌ في فضله
فاضربْ بذهنك أين تلقى ندَّه؟
جاءت رسالته إليَّ فقلتُ "ما
كذب الفؤادُ بما رأى » لي ودَّه
ونظرتُ في معراج رحلته التي
قد نال «بالإسراء» فيها قصده
إذ سار مقتعداً «براق» عزيمة
قد قرَّبت من كل أفقٍ بعده
وأرتْه من آياته ما لا يَرى ابـ
ـنُ مفازة ٍ لو كان أعملَ جهده
فأتى يقصُّ محاسنَ القصص التي
قد أبطلتْ هزل الكلام وجدَّه
من غيب أسرار البلاغة عنده
أبغي الخطابَ له بوصفٍ جامعٍ
لهباتِه فيه أخاطب مجده
وأعود عما ابتغى متحيراً
ماذا أقول: ولست أملك وجده
إذ عندي "القاموس" بعض هباته
فمتى سوى القاموس يشملُ رفده
وله لدى َّ صنيعة ٌ من معدن الـ
ـجود الذي فرض المهيمنُ حمده
بيضاء صافية الحديدة قد حكتْ
بصفاء جوهرها لعيني ودَّه
وكأَنَّ رونق ذلك الحسب الذي
ينهى إليه بها أشاعَ فرنده
مشحوذة ً كلسانه فكأنه
فيها مكان الحدِّ رُكّب حده
تروي حديث القطع عن ذي رونقٍ
فيه النبيُّ أبوه أتحف جدَّه
ما قطَّ رأس يراعة ٍ فيها فتى ً
إلا تذكّر ذا الفقار وقدَّه