نفس المحب دواؤها في دائها

نفس المحب دواؤها في دائها

​نفس المحب دواؤها في دائها​ المؤلف الخُبز أَرزي


نفسُ المُحِبِّ دَواؤها في دائها
ونعيمُها هو من مكان شقائها
فمتى يكون شفاؤها من سقمها
وسقامُها هو من مكان شفائها
في الحبِّ سحر للعقول لأنه
يغشى النفوسَ بدائها ودوائها
صفو الهوى يغذو نفوس ذوي الهوى
والنفسُ لا تُغذى بغير غذائها
إن الهوى هو في اهتزاز غصونها
طيش الحليم وفي لحاظ ظبائها
أهل الهوى هم كالرياحين التي
يبدو الذبول بها لفرقة مائها
بشعورها وثغورها ونحورها
وخصورها أبليننا ببلائها
بخدودها ونهودها وقدودها
نهوي بأنفسنا إلى أهوائها
أعطافُها أردافُها أطرافها
يسبينَ من قدّامِها وورائها
حورية رضوانُ خازِنُ وصلها
لكن توكّلَ مالِكٌ بجفائها
طُوبى لساكن جنةٍ لو أنشئت
حُورُ الجنانِ له على إنشائها
بيضاء سوداء الفروع فليلُها
ونهارها لظلامها وضيائها
معشوقة عشقت عذاب محبها
حسناً وقتلُ الصب أحسن رائها
ما فارقتها العين إلا واصلت
بالشوق بين سهادها وبكائها
إني أمسُّ جوارحي فأظنُّها
جمراً تأجّج في لظى بُرَحائها
إني لأشفق إن ظفرتُ بقربها
من ضم أحشائي إلى أحشائها
لو أنّني لاثمتُها لأذبتُها
بتوقُّد الأنفاس في صُعدائها
أبصرتُ موتاً في الحياة مُصَوَّراً
في مشهدٍ لفراقها ولقائها
قد همتُ بالرقباء لا من حُبِّهم
وصددتُ عنها ليس من بغضائها
فطفقت أرمقها بكل جوارحي
في بعض إقبالي على رُقبائها
فأرى طعامي في الهوى ذا غُصَّةٍ
في قربها منّي وفي إقصائها
فاصبر لعلّك أن تفوزَ فربما
فازت نفوسٌ بعد طُولِ عنائها
دنيا تُزَيِّن للورى شهواتها
فيما يذلُّ رجالُها لنسائها
حظُّ الرجال من النساء بأن يُرى
أحرارُ سادتها عبيدَ إمائها
ماذا يكون جمالَ نفسٍ حُرَّةٍ
يوماً إذا سُلبت جميلَ عزائها
تاللَهِ لا شرف الشريف بنسبةٍ
إلا بما يُعتَدُّ من آلائها
وكذا القبائل من نزارٍ حظُّها
في الفخر حَسبُ سماحِها وغنائها
أما ربيعةُ لا يضيع ذمامُها
أبداً ولا ينحلُّ عقدُ وفائها
فربيعةُ الفَرَسِ التي تَقري القِرى
وتُعيد عند صباحِها ومسائها
إن زُوحِمت في المكرمات فإنها
ما زُحزِحَت عن بأسِها وسخائها