هاتي الدواء وكحلي بصري

هاتي الدواء وكحلي بصري

​هاتي الدواء وكحلي بصري​ المؤلف فهد العسكر


ياميّ والأحلام شاردةٌ
رحماك ردّيها لمفتقرِ
ياميّ والأيامُ عابسةٌ
بالله غنّي وارقصي وذري
ياميّ والأقدار ساخرةٌ
منّا ولم نسخر ولم نثُرِ
قومي لنسخر مثلما سخِرت
من كلّ مدّخرٍ ومحتكرِ
مالي أحيّي الشمس مغتبطاً
عند الغروبِ بأروع السوَرِ
مالي أودّعها اذا طلعت
بمدامعي وأعودُ بالكدرِ
مالي أرى الغربان طائرةً
والصقرُ دامي القلب لم يطرِ
مالي أرى جاري يكفّرني
ويقدّم القربانَ للحجرِ
مالي أرى العريان يسأله
عن بيت ليلى كلُّ مؤتزرِ
مالي أرى (شمعون) يظلمهُ
ويبيتُ مرتاحاً علىالسررِ
مالي أرى (ألبيرَ) منتفخاً
وقميصهُ قد قدّ من دُبُرِ
مالي أرى (ساسون) يجرحني
ويقول لإبنة عمّه اعتذري
مالي أرى (حزْقيلَ) يقتل من
يهواه من أنثى ومن ذَكرِ
قد طال هجرك ياربيع فيا
لتعاسة الأطيارِ والزهَرِ
دنيا المهازلِ والشذوذِ غدت
نار الليوثِ وجنّة الحُمُرِ
من لي بمشنقةٍ أحزّ بها
بعض الرقابِ وصارمٍ ذكرِ
فلسوف ينفخُ يالخيبتهم
بالصور إسرافيلَ فانتظري
فمُشبّهوا ليلى بوالدها
شتان بين الفحمِ والدُررِ
سرق بن آوى ديكنا سحراً
ودجاجنا منه على خطرِ
والفأرُ يشرب بيضها طرباً
أبداً، فيا لتبلبُلِ الفِكَرِ
إن جُعتَ ياصيّادُ ويحك لا
تتعب، وخلّ الطيرَ في الشجرِ
وتعال حدّثنا وصلّ بِنا
وأكل كغيركَ أطيب الثمرِ
لا تحسبي ياميُّ أن يدي
مغلولةٌ غلّت يد الأشرِ
فالحرّ مِن جور الزمان هنا
وهناك بين النابِ والظُفُرِ
حسناءُ هاكِ وحطّمي قدحي
فالكأسُ قد دارت على البقرِ
لاتعجبي مما صدعتُ به
فالنارُ لاتخلو من الشررِ
حسناءُ والأجفانُ قد ثَقُلت
هاتي الدواء وكحّلي بصري