هات الحديث عن الركب الذي بانا
هات الحديث عن الركب الذي بانا
هات الحديث عن الركب الذي بانا
هل جاوز الشعب أم هل يمم البانا
أحبابنا إن نأت يوما دياركم
عنا فما زلتم بالقلب سكانا
إذا دعتنا إلى السلوان بعدكم
نفوسنا قامت الأشواق تنهانا
في ذمة الله أحباب لنا ارتحلوا
دانوا محبهم مثل الذي دانا
فإن شكونا إليهم ما نكابده
شكوا من البعد عنا مثل شكوانا
يا نسمة الريح من تلقاء أرضهم
جرر على الطيب أذيالا وأردانا
واقر السلام على من لست أذكره
وإن كنيت بهند عنه أحيانا
اسأله أين عهود بيننا أخذت
كأن ما كان منه قط ما كانا
وقل له أنت روحي يا معذبه
فلا أرى عنك طول الدهر سلوانا
قد صار دمعي بحرا في محاجره
وأصبت وسطه الأجفان أجفانا
ما رأى يا منى نفسي وبغيتها
إنسان عيني لما غبت أعيانا
قد كان وصلك يوما ليس يقنعي
فصار يقنع قلبي ذكرك الآنا
يا سامعين من العذار إفكهم
بالله لا تسمعوا زورا وبهتانا
يا صاح لا تبك عهدا للوصال مضى
عنا حميدا وأوطارا وأوطانا
هون عليك فما الشكوى بنافعة
وكل صعب إذا هونته هانا
وانظر إلى الروض إذ هبت محدرة
طلائع الريح كيف اهتز وازدانا
وجرد الماء من عهد الظلال به
سيفا من الجدول المسلول عريانا
وأوتر القوس في آفاقه قزح
يرمي قد راح أنهارا وغدرانا
وأرسل الغيم نبلا من سحائبه
أدمى بغيثها وردا ونعمانا
فهاتها كشعاع الشمس مشرقة
كأن في الكأس ياقوتا وعقيانا
واشرب على نغمة الأوتار مصطحبا
وبح بسر الهوى ولا تبق كتمانا
واركض إلى اللهو أفراس الصبا مرحا
إذا وجدت لخيل اللهو ميدانا
ولا تضع فرص اللذات إن لنا
ربا كريما يقيل الذنب غفرانا
وكيف نرهب من خطب ألم بنا
يوما ويوسف بعد الله مولانا