هاج الشجون برهبى ربع أطلال

هَاجَ الشّجُونَ برَهْبَى رَبْعُ أطْلالِ

​هَاجَ الشّجُونَ برَهْبَى رَبْعُ أطْلالِ​ المؤلف جرير


هَاجَ الشّجُونَ برَهْبَى رَبْعُ أطْلالِ،
وَقَد مَضَى مَرُّ أحْوَالٍ وَأحْوَالِ
بَانَ الشّبَابُ وَقَالَ الغَانِياتُ لَهُ:
أوْدى الشّبابُ وَأوْدى عَصرُكَ الخالي
قدْ كنّ يَرْهِبنَ من صُرْمي مُباعدة،
فاليَوْمَ يَهزَأنَ مِن صُرْمي وَإدْلالي
قيسُ البراجمِ شرُّ الخلقِ كلهمُ
أخزاهمُ ربُّ جبريلٍ وميكالِ
الظاعنونَ على أهواءِ نسوتهمْ
وَالخَافِضُونَ بِدارٍ غَيرِ مِحْلالِ
لقدْ توجسَ ميجاسٌ فعاينهُ
مُعَاوِدٌ جَرّ أوْصَالٍ وَأوْصَالِ
جَهْمُ المُحَيّا هِزَبْرٌ ذو مُجاهَرَةٍ
يدني الفريسةَ منْ غيلٍ وأشبالِ
ماذا أرَدْتَ إلى أنْيَابِ ذي لِبدٍ،
مُفَرِّسٍ لِرِقَابِ الأُسْدِ رِئْبَالِ
أخزيتَ قومكَ يا ميجاسُ إذْ غلقتْ
رُهْنُ الجِيادِ وَمَدَّ الغايَةَ الغَالي
لوْ كانَ غيركَ يا ميجاسُ يشتمنا
يا دودةَ الحشَّ يا ضلَّ بنَ ضلالِ
عَبْدٌ تَعَصّبَ مِنْ لُؤمٍ عِصَابَتَهُ،
إلى قلنسوةٍ منهُ وسربالِ
يا أعْينَ الهَامِ إنّي قَدْ وَسَمتُكُمُ
فوقَ الأنوفِ علوباً غيرَ اغفالِ
تغشى النباجَ بنوُ قيسِ بنِ حنظلةٍ
وَالقَرْيَتَينِ بِسُرّاقٍ وَنُزّالِ
أكُل يَوْمٍ تَرَى القَيسِيَّ ضَائِفَكُم
كأنّهُ لَيسَ في أهْلٍ وَلا مَالِ
إنّ القَتيلَ الذي جَرّتْ بَنُو قَطَنٍ،
أنْ سُبّ، قُرْحانُ، لا ذاكٍ وَلا عالي
قَوْمٌ هُمُ قَتَلُوا بالكَلبِ ضَابئكُمْ
حتى استماتَ هزالاً شرَّ ما حالِ
ردوا الهوانَ عليهمْ يا بني قطنٍ
ردوا الهوانَ على المستتبعِ التالي
أخْوَاليَ الشُّمُّ مِنْ عَمُرِو بنِ حنظلَةٍ
وَمَا اللّئَامُ بَنُو قَيْسٍ بِأخْوَالي
قَوْمي الّذِينَ إذا عُدّتْ مَكارِمُهُمْ
فَدّيْتَ أيّامَهُمْ بالعَمّ وَالخَالِ
الصادعونَ على الجبارِ بيضتهُ
و الحاملونَ أموراً ذاتِ أثقالِ
لو تنسبونَ ليربوعٍ فتعرفكمْ
أوْ مَالِكٍ أوْ عُبَيْدٍ جَدِّ نَزّالِ
أذا لَقالوا: هجا قَوْماً ذوِي حَسَبٍ،
يأوونَ منهُ إلى دفءٍ وأظلال