ها إنها خطط العلياء والكرم
ها إنَّها خُطَطُ العَلياءِ والكَرَمِ
ها إنَّها خُطَطُ العَلياءِ والكَرَمِ
و أينَ سَافِرَةُ الأَخلاقِ والشِّيَمِ
رِباعُ مَجدٍ بها من أهلِها عَبَقٌ
مُخَبِّرٌ عن فِراقٍ منهمُ أَممِ
آثارُ واضِحَةِ الآثارِ تُذْكِرُنا
عَوائِدَ الدَّهْرِ في عادٍ وفي إِرَمِ
إذا تأمَّلَها الزَّورُ المُلِمُّ ثَوى
يَحُطُّ بالدَّمْعِ أثقالاً منَ الأَلمِ
عَهْدي بهاو الليالي الغِيدُ تابعةٌ
أيامَها البيضَ بينَ الخَفضِ والنِّعَمِ
إذِ الزَّمانُ بها جَذلانُ مُبتَسِمٌ
مُتوَّجٌ بِعُلًى جَذلانَ مُبتَسِمِ
أيامَ تَلحَظُها الأيامُ خاشِعَةً
لَحْظَ الحَجيجِ حَرامَ الصَّيدِ في الحَرَمِ
و الوِرْدُ نوعانِ من عَفْوٍ ومن نِعَمٍ
و الوَفدُ ضَربانِ من عُرْبٍ ومن عَجَمِ
أينَ الشَّمائِلُ يرتاحُ الثَّناءُ لها
والسُّوقُ تَنفُقُ فيها حِلْيَةُ الكَلِم
للّهِأيُّ حُسامٍ فَلَّ مَضْرِبُه
مَضارِبَ المُرهَفَيْنِالسَّيفِ والقَلَمِ
خَطْبٌوَ هَي عَرْشُ غسَّانٍ بهو غدَتْ
تيجانُ حِمْيَرَ من واهٍ ومُنْصَرِمِ
أَعَلَّ دِجلَةَفانحَطَّتْ غَوارِبُها
و اصفرَّ من جانِبَيْها مُورِقُ السَّلَمِ
أَبْنَاءَ فَهْدٍ تَولَّى العِزُّ بعدَكُمُ
فما أرى خائفاً يأوي إلى عِصَمِ
أَعْزِزْ عليَّ بأن راحَت ديارُكُمُ
مَثوَى الهُمومِو كانَتْ مَسرَحَ الهِمَمِ
كم في قبورِكُمُ من عارِضٍ هَطِلٍ
و صارِمٍ فَلَّ حَدَّ الصَّارِمِ الخَذِمِ
و من غَطارِفَةٍ شُمٍّ أنوفُهُمُ
يَلقَوْنَ قبلَ الشِّفاهِ الماءَ بالشَّمَمِ
أَكُلَّ يَوْمٍ له ثاوٍ يُقالُ له
و قد تباعَدَلا تَبعَدْ ولا تَرِمِ
و مُلحَدٌ ساخَ في أحشائِهِ عَلَمٌ
من المَكارمِبل نارٌ على عَلَمِ
قبرٌ له من عيونِ المُزْنِ صَوبُ حياً
و من عُيونِ بني الآمالِ صَوبُ دَمِ
يجري النَّسيمُ على أرجاءِ تُربتِهِ
تَحيَّةً لَطُفَتْ من بارىءِ النَّسَمِ
ذَمَمْتُ عَهْدَ اللَّيالي في تَحَيُّفِكُمْ
و لم تَزَلْ في العُلى مذمومةَ الذِّمَمِ
و قلتُ للدَّهْرِإذ غالَتْ غَوائِلُه
محمداًسَوفَ تَثوي غابرَ النَّدَمِ
فتىً أباحَ ذوي الإعْدامِ تالِدَه
و راحَلولا ازديادُ الحَمْدِ بالعَدَمِ
مَنْ هَزَّة الرُّمْحِ أحلى في نواظِرهِ
من هَزَّةِ الغُصْنِ بين الوَرْدِ والعَنَمِ
ما كانَ جُودُكإذ وَلَّتْ سَحائِبُه
و فضلُ حِلْمِكَ إلا بُرهَتَيْ حُلُمِ
قُلْ للشَّوامتِمهلاً ليسَ بينَكُمُ
و بينَ عاديةِ الأيامِ مِنْ رَحِمِ
هي الرَّزِيَّةُ مَنْ يَصبِرْ لفادحِها
يُؤجَرْو مَنْ يَتَحامَ الصَّبرَ لم يُلَمِ
أبا الفوراسِ تسليماًو أيُّ فَتًى
لاقَى الحوادِثَ إلا مُلْقِيَ السَّلَمِ
و يا أبا الحسَنِ اسْتُنَّ العَزاءُ فقد
رَأَيتَ ما سَنَّتِ الأيامُ في الأُمَمِ
ليس الثناءُ له رُكنانِ مثلُكُما
و إن تباعَدَ قُطراهُبمُنهَدِمِ
سأجعلُ المَدْحَ فيكم جُلَّ مأرُبتي
و هل يَعافُ زهيرُ المَدْحَ في هَرِمِ
مُصَدَّقُ القَولِ مَصدوقُ الظُّنونِ بكم
فالجُودُ مِلءُ يدي والصِّدْقُ مِلءُ فَمي
إذا رأيتَ القَوافي الغُرَّ سائرةً
فإنَّهُنَّ رياحُ الطَّوْلِ والكَرَمِ
كَذا النَّسيمُ إذا فاحَتْ روائِحُه
فإنما هو شُكْرُ الرَّوْضِ للدِّيَمِ