هدية النملة إلى مرجع الملة/المقصد الأول/الفصل الثاني


الفصل الثاني
في معرفة الصفات

قالت الإمامية: حق المعرفة في الصفات هي توحيده تعالى بالخروج عن حدي التعطيل والتشبيه بإثبات الصفة باسمها المأخوذ من التوقيف من غير تشبيه، ونفي التشبيه عنها من غير تعطيل، وباليأس من إدراك كنهها، فهي إما ذاتية، وإما فعلية، وإما ثبوتية، وإما سلبية.

وأما الذاتية إما حقيقية كالحياة والقدم، أو ذاتية إضافية كالعلم والقدرة، أو إضافية محضة كالأولية والأخرية، وكلها متحدة الوجود ومختلفة المفاهيم، وكلها واقعة على الذات البحت بالعينية بإسقاط التفريق بين الذات والصفة والخروج عن معنى الوصفية العارضة، فإن صفات الله لا تشبه صفات المخلوقين، والأسماء الدالة عليها ما أطلق على المخلوقين، فهي باشتراك اللفظ دون المعنى إذ الاشتراك في المعنى، ولو كان عرضياً يستلزم ما به يمتازان، فيلزم التركيب، فيلزم الإمكان، والقول بأن ما به الاشتراك عين ما به الامتياز قول سفسطي، فإن ما به الامتياز أخص مما ليس به الاشتراك، ونفي الأعم يستلزم نفي الأخص فيلزم اجتماع النقيضين، فقد يجتمع الخالق والمخلوق في الأسماء، ولكن يفترقان في المعنى، فهذا معنى بينونية الصفة، فافهم.

***

قالت الشيخية: س.