هذا المنى فانعم بطيب وصال

هذا المنى فانعم بطيب وِصال

​هذا المنى فانعم بطيب وِصال​ المؤلف إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي


هذا المنى فانعم بطيب وِصال
فلطالما أضناك طول مِطَال
ماذا وكم أوليتَني يا مُخبِري
بقدومه من منّةٍ ونَوَالِ
بشّرتَني بابن الرّسول لَوَ انّما
روحي ملكتُ بذلتُها في الحال
بشّرتَني بحياتيَ العظمى التي
قد كنتُ أحسَبُها حديثَ خيال
بشّرتَني بسُلالةِ الخلفاءِ مَنْ
أمداحهم تُثْني بكلّ مقال
مَنْ حُبَّهم فَرَضَ الكتابُ ألا تَرَى
إلاّ المودّةَ حين يتلو التالي
مَنْ ضَمَّهُمْ شَمْلُ العَباء وأُذهِبُوا
رِجْساً فيال لك من مقامٍ عَالِ
مَنْ قَوَّمُوا أَوَدَ المكارم بعدما
شادوا الهدى بمعارف ونبال
لَوْلاَهُمُ كان الورى في ظُلْمَةٍ
مرّت غَيَاهِبُها بكلّ ضلاَل
آباَءكَ الأطهارَ أَقْصِدُ يا أبا
إسحاقَ يا نَجْلَ المليك العالي
يا حِبَّهُ وصَفِيَّهُ من قومه
وخيارَه من سائر الأنجال
لو لم تكن أَهْلاً لِصَفْوِ وِدَادِه
لم يَسْتَنِبْكَ لجدّكَ المفضال
لكن تَوَسَّمَ فيكَ كلَّ فضيلة
فَحَبَا يمينَك رايةَ الإقبال
وأقام جودَكَ بل وُجُودُكَ زَادُ مَنْ
يبغي ببيت اللّه حَطَّ رِحال
أنت استطاعَتُهُمْ فما عُذْرُ الذي
ترك الزّيارةَ خِيفةَ الإقلال
وبك المشاعرُ أُطْرِبَتْ طَرَبَ التي
وجدت على وَلَهٍ فَقِيدَ فصال
ووصلتَها رَحِماً هناك قطيعةً
دهراً مضى وبَلَلْتَهَا ببلال
وتَأَنَّسَ الَرَمانِ منك بطلعةٍ
أَغْنَتْهما عن وابلٍ هطّال
كَرَمٌ لَكُمْ أدريه يَوْمَ أَفاضَهُ
عنّي سليمَانٌ بأيّ سجال
وَهَبَ الألوفَ وكان أكرمَ مُنْزِلٍ
يُسْلِي الغريبَ بِبِرّه المتوالي
يومَ التشرّفِ لي بلَثم يمينه
وتمتّعي مِنْ وجهه بجمال
وتلذُّذي بخطابه المعسول إِذْ
حَفَّتْ به للدَّرس أيُّ رجال
لم أَنْسَهُ يوماً حسِبتُ نعيمَه
للذائذ الجنّات ضَرْبَ مِثال
عَجَباً له يُحْيِي القلوب بعلمه
ويُمِيتُ جندَ الفقرِ منه بمال
وإذا تقلّد للوغى فَحُسَامُهُ
تَعْنُو الرِّقَابُ له بغير قتال
يتلوه بالفَتح المبين عساكرٌ
قد أرْهَفَتْ بالنّصر حدّ نِصال
تخشى الملوكُ مَقَامَهُ ولذكره
رُعْباً تطير فَرَائِصُ الأبطال
وينال آملُه لخفضِ جَناحه
ما ليس يخطُرُ منه قطّ بِبَال
حتّى سعى لِصَفا مناهله الأُلَى
يسعى لِمَرْوَتِهم ذَوُو الأثقال
وأتت لمغربه الشريف مشارقٌ
والشمس تغرب لاِقتضاء كمال
لمّا تكدّر صَفْوُها بضلالةٍ
جاءته كيما ترتوي بزُلال
ومتى تخلّف عاجزٌ فبقلبه
يسعى لفعل شعائر الإجلال
أُمْنِيَّةٌ وقعت أَشَرْتُ لذكرها
في مَدْحِهِ قِدْماً بصدق مقال
تهوى المشارق أن تكون مغاربا
لِتنالَ من جدواه أيّ منال
يا فَخرَ دين اللّه منه بناصرٍ
وسعادةَ الدّنيا به من وَالِ
لا تفتخِرْ فاسٌ ولا مَرّاكشٌ
بولائه كلُّ الأنام مُوالِ
أَوَليس في كلّ البقاع ثناؤُه
وِرْدَ البُكورِ وسَحَّة الآصال
أوَلم يَشِدْ للدّين والعلماء والأ
شراف والصّلحاءِ صَرْحَ مَعَال
أوَليس أحيى سُنَّةَ العُمَرَيْنِ في
زمنٍ إلى بِدَعِ الهوى ميّال
أوَلَم يَعُمَّ بجودِه أقطارَها
لا فَرْقَ بين جَنوبها وشمال
أَوَلَمْ تَسِرْ رُكْبَانُها بمحاسنٍ
ضاءت لهم سُرُجاً بجنح ليال
شِيَمٌ يهزّ الرّاسياتِ سماعُها
ويَفُحْنَ في أنف الزمان غَوَال
أوصافُ والدِكَ الإمامِ المرتضى
للدّين والدّنيا بحسن خِلال
ذاك الرفيعُ أبو الربيع ومَنْ به
حَييَ الهدى وشرائعُ الإِفضال
فبه الفخرُ الكبيرُ وإنْ يَكُنْ
لك في العُلا نسجٌ على منوال
كلُّ الكمال له وأنت مَقَرُّه
والفرعُ عَيْنُ الأصل عند مَآل
يا ابْنَ المليك ابنِ المليك ابن الملي
ك ابنِ المليك سُلالَةَ الأَقْيَال
أَنْسَيْتُمُ ذِكرَ العبابسةِ الأُولَى
زالوا وما زالوا بعين جلال
ولو المراونةُ أهْتَدَوا لتَأَخَّرُوا
عمّا يحقّ لكم بغير جدال
لَكُمُ الفخارُ حقيقةً وسِوَاكُمُ
مُسْتَمْسِكٌ من شمسِه بظلال
وَلِيَ الفخارُ بأن نسجتُ مديحَكم
حُلَلاً تَجِدُّ وكُلُّ شَيْءٍ بَالِ
أَمْلَى معانيه عليّ ودادُكُمُ
فجرى به طبعي كما السّلسال
وَلَوَ أنّني حاولتُ مدحَ سِوَاكُمُ
عَقَلَ القريحةَ عنه أيُّ عِقال
فكأنّما طبعي شريف حيثما
لا يهتدي لِسِوَى مديحِ الآل
أَوْ أنّه وَرِعُ النّظام فلم يَكُنْ
بذلُ المديح لغيركم بحلال
أَوْ قد درى أنَّ المديحَ تعرّضٌ
وَسِوَاكُمُ لا يُرْتَضَى لسؤال
أبقاكمُ كهفاً يُلاذُ بمجده
مُخْتَارُكم لإنالة الآمال
وأدام للإسلام والدَك الذي
هُوَ رَحْمَةٌ وَسِعَتْ بغير جِدَال
وعليكمُ وعلى الذي يهواكمُ
أزكى الرّضى من حضرة المتعالي
وأدامَكُمْ رُحْمىَ فإنّ بقاَءكُمْ
مِنْ فَيْضِ رَحْمَةِ سيِّدِ الإرسال
ما دام ذكركمُ بكلّ صحيفةٍ
تبعاً لأَِحْمَدَ سيّدِ الإرسال
صلّى عليه مُسَلِّماً ربُّ الورى
وعلى مقدّمِ حِزبِه والتَالي