هل أنت فادية فؤاد عميد

هلْ أنتِ فادية ٌ فؤاد عميد

​هلْ أنتِ فادية ٌ فؤاد عميد​ المؤلف عبد الجبار بن حمديس


هلْ أنتِ فاديةٌ فؤاد عميد
من لوعةٍ في الصّدْرِ ذاتِ وَقُودِ
أم أنتِ في الفَتَكَاتِ لا تخشينَ في
قتلِ العبادِ عقوبةَ المعبود
إن كان لا تنبو سيوفكِ عن حشا
صبٍّ فليس حدادها بحديد
قلْ كيف تعطفُ بالوصال لعاشق
من لا تجودُ له بِعَطْفَةِ جيد
لو بتّ مغتبقاً مدامةَ ريقها
لخشيتُ صارمَ جفنها العربيد
إن شئتَ أن تطوي على ظمأٍ فَرِدْ
ماءَ المحاسن فوْقَ وَجنَةِ رُود
غيداءُ يُسْقِمُ بالملاحةِ دَلُّهَا
جسمَ العميد، كذاك دلّ الغيد
كَتَبَتْ لها وصلاً إشارةُ ناظري
فمحاهُ ناظرُ طرفها بصدود
ولقد يَهيجُ لِيَ البكاءَ صبابةً
شادٍ مطوَّقُ آلةِ التّغرِيد
باتت سواري الطلّ تضرب ريشهُ
بجواهرٍ لم تَدْرِ سِلْكَ فريد
غنى على عودٍ يميس به كما
غنى التقابل معبدٌ في العود
والليل قوّضَ رافعاً من شبهه
بيضَ القباب على نجائب سود
والصبحُ يلقط من جُمَانِ نجومِهِ
ما كانَ في الآفاقِ ذا تبديد
زَهْرٌ خَبَتْ أنوارُهَا فكأنَّها
سرجُ المشاكي عولجت بخمود
كأزاهر النوار تقطفها مهاً
من كلّ مخضرِّ البقاع مَجُود
كأسِنَّةٍ طعَنَتْ بها فرسانُها
ثم امتسكن عن القنا بكبود
كعيون عُشَّاقٍ أباحَ لها الكرى
مَنْ كان عَذَّبَهُنّ بالتسهِيد
والصبحُ يبرقُ كرّةً في كرّةٍ
مثلَ استلالِ الصارِمِ المغمود
وتفرّقت تلك الغياهبُ عن سنا
فلقٍ يُفلّقُ هامها بعمود
إني خبرتُ الدهر خُبْرَ مُجَرِّبٍ
وكلمتُ غاربهُ بحملِ قتود
فالحظّ فيه طَوْعُ كَفّيْ مُظْلِمٍ
بالجهل، من نور العلوم بليد
والحمدُ في الأقوام غير مُسلَّمٍ
إلاّ لأحمدَ ذي العلى والجود
من لا يجود على العفاةِ بطارفٍ
حتى يجودَ عليهم بتليد
خرقَ العوائد منه خِرقٌ، سيبهُ
ثرُّ الغمائم مورقُ الجلمود
يأوي إلى شرفٍ تقادمَ بيته
أزمانَ عادٍ في العلى وثمود
مترددٌ في ساميات مراتبٍ
والبدرُ في الأبراج ذو تغريد
كالشمسِ يَبْعُدُ في السماء محلَّها
وشعاعها في الأرض غيرُ بعيد
يلقى وجوهَ المعتفين بغُرّةٍ
بسَّامةٍ ويدٍ تَسُح بجود
ما زال يشردُ عِرْضُهُ عن ذَمّةٍ
وعطاؤه بالمطل غيرُ شريد
في ربعه روضٌ مَرُودٌ خِصْبُهُ
أبداً مُصاقِبُ منهلٍ مورود
وكأنَّما لِلّيْلِ فيه مدارجٌ
عند التقاء وفودِهِ بوفود
سبقَ الكرامَ وأقبلوا في إثره
كسنان مُطّردِ الكعوب مديد
متصرّفُ الكفّيْنِ في شُغُلِ العُلى
لم يخلُ من بذلٍ ومن تشييد
والمجدُ لا تُعْلِي يَداك بنَاءَهُ
إلاَّ بمالٍ بالندى مهدود
يا ابن السيادة والرياسة والعلى
وعظيم آباءٍ، عظيم جدودِ
خُذْهَا كمنتظم الجمانِ غرائباً
تُروي قصيدتها بكلّ قصيد
نِيطَتْ عليك عقودهُما ولطالما
نُظِمَتْ لأجيَادِ الملوك عقودي