هل عند عينيك على غرب

هل عند عينيك على غربِ

​هل عند عينيك على غربِ​ المؤلف مهيار الديلمي


هل عند عينيك على غربِ
غرامةٌ بالعرض الخلبِ
نعمْ. دموعٌ يكتسى تربهُ
منها قميصَ البلدِ المعشبِ
ساربةٌ تركبُ أردافها
معلقاتٌ بعدُ لم تسربِ
ترضى بهنّ الدارُ سقياً وإن
قال لها نوءُ السماكِ اغضبني
علامة أنيَ لم أنتكثْ
مرائرَ العهدِِ ولم أقضبِ
يا سائقَ الأظعانِ لا صاغرا
عجْ عوجةً ثمّ استقم واذهبِ
دعِ المطايا تلتفتْ إنها
تلوبُ من جفني على مشربِ
لا والذي إن شاء لم أعتذرْ
في حبه من حيث لم أذنبِ
ما حدرتْ ريحُ الصبا بعده
لثامها عن نفسٍ طيبِ
و لا حلا البذلُ ولا المنعُ لي
مذهوَ لم يرضَ ولم يغضبِ
كم لي على البيضاء من دعوةٍ
لولا اصطخابُ الحلي لم تحجبِ
و حاجةٍ لولا بقياتها
في النفس لم أطربْ ولم أرغبِ
يا ماطلي بالدين ما ساءني
إليك تريدُ المواعيدِ بي
إن كنتَ تقضي ثمّ لا نلتقي
فدم على المطلِ وعد واكذبِ
سال دمي يومَ الحمى من يدٍ
لولا دمُ العشاقِ لم تخضبِ
نبلُ رماةِ الحيّ مطرورةً
أرفقُ بي من أعينِ الربربِ
يا عاذلي قد جاءك الحزمُ بي
أقادُ فاركبنيَ أو فاجنبِ
قد سدّ شيبي ثغري في الهوى
فكيف قصى أثرَ المهربِ
أفلحَ إلا قانصٌ غادةً
مدّ بحبلِ الشعرِ الأشيبِ
ما لبناتِ العشرِ والعشرِ في
جدّ بني الخمسين من ملعبِ
شياتُ أفراسِ الهوى كلها
تحمدُ فيهنَّ سوى الأشهب
أما تريني ضاوياًً عارياً
من ورقِ المتلحفِ المخصبِ
محتجزاً أندبُ من أمسىَ ال
ماضي أخاً ماتَ ولم يعقبِ
فلم يلثمْ ظبتيْ عاملي
ما حطمَ الساحبُ من أكعبي
يوعدني الدهرُ بغدراتهِ
قعقعْ لغير الليثِ أو هبهبِ
قد غمزتْ كفك في مروتي
فتحتَ أيَّ الغمزِ لم أصلبِ
أمفزعي أنتَ بفوت الغنى
تلك يدُالطالي على الأجربِ
دعّ ماءَ وجهي مالئاً حوضه
و كلّ سمينا نشبي واشربِ
إن أغلبِ الحظَّ فلي عزمةٌ
بالنفس لم تقمرْ ولم تغلبِ
ذمَّ الأحاظي طالبٌ لم يجدْ
فكيف وجداني ولم أطلبِ
آه على المالِ وما يجتنى
منهُ لو أنّ المالَ لم يوهبِ
راخِ على الدنيا إذا عاسرتْ
و إن أتتْ مسمحةً فاجذبِ
و لا تعسفْ كدَّ أخلافها
فربما درت ولم تعصبِ
هذا أوانُ استقبلتْ رشدها
بوقفةِ المعتذرِ المعتبِ
و ارتجعتْ ما ضلَّ من حلمها
من بين سرحِ الذائدِ المغربِ
و ربما طالعَ وجهُ المنى
من شرفِ اليأسِ ولم يحسبِ
قل لذوي الحاجاتِ مطرودةً
و ابنِ السبيل الضيقِ المذهبِ
و قاعدٍ يأكلُ من لحمهِ
تنزهاً عن خبثِ المكسبِ
قد رفعت في بابلٍ رايةٌ
للمجدِ من يلقَ بها يغلبِ
يصيحُ داعي النصرِ من تحتها
يا خيلَ محييُ الحسناتِ اركبي
جاء بها اللهُ على فترةٍ
بأيةٍ من يرها يعجبِ
هاجمةِ الإقبالِ لم تنتظرْ
بواسع الظنَّ ولم ترقبِ
لم تألفِ الأبصارُ من قبلها
أن تطلعَ الشمسُ من المغربِ
ردوا فقد زاركم البحرُ لم
يخض له الهولُ ولم يركبِ
يشفُّ للأعين عن درةَّ ال
ثمينِ صافي مائه الأعذبِ
فارتبعوا بعدَ مطالِ الحيا
و روضوا بعدَ الثرى المجدبِ
قد عادَ في طيءٍ ندى حاتمٍ
و قامَ كعبٌ سيدّ الأكعبِ
و عاش في غالبَ عمروُ العلا
يهشمُ في عامهم الملزبِ
و ارتجعتْ قحطانُ ما بزها
من ذي الكلاعِ الدهرُ أو حوشبِ
وردَّ بيتٌ في بني دارمٍ
زرارةٌ من حولهِ محتبى
كلّ كريمٍ أو فتىً كاملٍ
و فاعلٍ أو قائلٍ معربِ
فاليومَ شكُّ السمعِ قد زال في
أخباره بالمنظر الأقربِ
إلى الوزير اعترقتْ نيها
كلُّ أمونٍ وعرةِ المجذبِ
تعطي الخشاشاتِ ليانا على
أنفٍ لها غضبانَ مستصعبِ
مجنونةُ الحلم وما سفهتْ
بالسوط خرقاءُ ولم تجنبِ
ييأسُ فحلُ الشولِ من ضربها
لعزةِ النفسِ ولم تكتبِ
لو وطئتْ شوكَ القنا نابتاً
في طرق العلياءِ لم تنقبِ
يخطُّ في الأرض لها منسمٌ
دامٍ متى يملِ السرى يكتبِ
كأنَّ حاذيها على قاردٍ
أحمشَ مسنونِ القرا أحقبِ
طامنَ في الرمل له قانصٌ
أعجفُ لم يحمض ولم يرطبِ
ذو وفضةٍ يشهدُ إخلاقها
بأنها عامينِ لم تنكبِ
مهما تخللهُ بنياتها
من ودجٍ أو وركٍ يعطبِ
فمرَّ لم يعطفْ على عانةٍ
ذعراً ولم يرأمْ على تولبِ
به خدوشٌ يتعجلنهُ
قدائمٌ من لاحقِ الأكلبِ
بأيّ حسًّ ريعَ خيلتْ له
رنةُ قوسٍ أو شبا مخلبِ
يذرعُ أدراجَ الفيافي بها
كلُّ غريب الهمَّ والمطلبِ
يرمي بها ليلُ جمادى إلى
يومٍ من الجوزاءِ معصوصبِ
في عرض غبراءَ رياحيةٍ
عجماءَ لم تسمرَ ولم تنسبِ
يشكلُ مشهورُ الركايا بها
على مصانيف القطا اللغبِ
حتى أنيختْ وصدوعُ السرى
بالنومِ في الأجفانِ لم تشعبِ
و شملةُ الظلماءِ مكفورةٌ
تحت رداء القمرِ المذهبِ
إلى ظليلِ البيت رطبِ الثرى
عالي الأثافي حافلِ المحلبِ
مختضب الجفنةِ ضخم القرى
إذا يدُ الجازرِ لم تخضبِ
ترفع بالمندلِ نيرانهُ
إذا إماءُ الحيَّ لم تحطبِ
له مجاويفُ عماقٌ إذا
ما القدر لم توسع ولم ترحبِ
كلّ ربوضٍ عنقها بارزٌ
مثلُ سنام الجملِ الأنصبِ
تعجلها زحمةُ ضيفانهِ
أن تتأنى حظبَ الملهبِ
أبلج في كلّ دجى شبهةٍ
لو سار فيها النجمُ لم تثقبِ
موقر النادي ضحوك الندى
يلقاك بالمرغب والمرهبِ
تلحظهُ الأبصارُ شزرا وإن
أكثرَ من أهلٍ ومن مرحبِ
مرٌّ وإن أجدتك أخلاقهُ
شمائلَ الصهباءِ لم تقطبِ
ينحطُّ عنه الناسُ من فضلهم
منحدرَ الردفِ عن المنكبِ
أتعبهُ تغليسهُ في العلا
من طلبَ الراحةَ فليتعبِ
من معشرٍ لم يهتبلْ عزهم
بغلطِ الحظَّ ولم يجلبِ
و لا علا ابنٌ منهمُ طالعا
من شرفٍ إلا وراءَ الأبِ
تسلقوا المجدَ وداسوا العلا
و طرقها يهماءُ لم تلحبِ
و وافقوا الأيام فاستنزلوا
أبطالها في مقنبٍ مقنبِ
قومٌ إذا أخلف عامُ الحيا
لم تختزلهم حيرة المسغبِ
أو بسطَ اللهُ ربيعا لهم
لم يبطروا في سعةِ المخصبِ
سموا وأصبحتَ سماءً لهم
يطلعُ منها شرف المنسبِ
زدتَ وما انحطوا ولكنها
إضاءةُ البدرِ على الكوكبِ
خلقتَ في الدنيا بلا مشبهٍ
أغربَ من عنقائها المغربِ
لا يجلسُ الحلمُ ولا يركبُ ال
خوفُ ولم تجلس ولم تركبِ
إن جنحَ الأعداء للسلم أو
تلاوذوا منك إلى مهربِ
كتبتَ لو قلتَ فقال العدا
أعزلُ لم يطعنْ ولم يضربِ
أو ركبوا البغي إلى غارةٍ
طعنتَ حتى قيل لم يكتبِ
فأنت ملءُ العين والقلب ما
تشاءُ في الدستِ وفي الموكبِ
و ربَّ طاوٍ غلةً بائتٍ
من جانب الشرّ على مرقبِ
ينظرُ من أيامه دولةً
بقلم الأقدارِ لم تكتبِ
راعته من كيدك تحت الدجى
دبابةٌ أدهى من العقربِ
فقام عنها باذلا بسلةَ ال
راقي ولم يرقَ ولم يسلبِ
بك اشتفى الفضلُ وأبناؤه
بعد عموم السقم المنصبِ
و التقم الملكُ هدى نهجهِ
و كان يمشي مشية الأنكبِ
وزارةٌ قلبها شوقها
منك إلى حولها القلبِ
جاءتك لم توسعِ لها مرغبا
وليها المهرَ ولم تخطبِ
كم أجهضتْ قبلكَ من عدهم
لها شهورَ الحاملِ المقربِ
و ولدتْ وهي كأنْ لم تلدِ
أمٌّ إذا ما هي لم تنجبِ
قمتَ بمعناها وكم جالسٍ
تكفيه منها سمةُ المنصبِ
و هي التي إن لم يقدْ رأسها
بمحصداتِ الصبر لم تصحبِ
مزلقةٌ راكبُ سيسائها
راكبُ ظهرِ الأسدِ الأغلبِ
راحتْ على عطفك أثوابها
طاهرةَ المرفع والمسحبِ
فتحتَ في مبهمِ تدبيرها
تنفسَ البلجةِ في الغيهبِ
و ارتجعتْ منك رجالاتها
كلَّ مطيلٍ في الندى مرغبِ
ردَّ بنو يحيى و سهيل لها
و الطاهريون بنو مصعبِ
فاضرب عليها بيتَ ثاوٍ بها
قبلك لم يعمدْ ولم يطنبِ
و استخدم الأقدارَ في ضبطها
و استشر الإقبالَ واستصحبِ
و امددْ على الدنيا وجهلاتها
ظلالَ حلمٍ لك لم يعزبِ
و اطلعُ على النيروزِ شمسا إذا
ساقَ الغروبُ الشمسَ لم تغربِ
تفضلُ ما كرَّ سني عمرهِ
بملء كفَّ الحاسبِ المطنبِ
يومٌ من الفرسِ أتى وافداً
فقالت العربُ له قربِ
بات من الإحسانِ في داركم
و هو غريبٌ غيرَ مستغربِ
لو شاء من ينسب لم يعزهُ
لغيركم عيدا ولم ينسبِ
و اسمع لمغلوب على حظه
لو أنك الناصرُ لم يغلبِ
موحدٍ لم يشكُ من دهره
و أهلهِ إلا إلى مذنبِ
أقصاه عند الناس إدلاؤه
من فضله بالنسب الأقربِ
لو قيض إنصافك قدما له
عزَّ فلم يقصَ ولم يقصبِ
عندك من برقي لماعةٌ
سابقةٌ تشهدُ للغيبِ
منثورها ذاك ومنظومها
هذا كلا الدرين لم يثقبِ
ما زلتُ أرجوك ومن آيتى
أنَّ رجائي فيك لم يكذبِ
لم يبقَ لي بعدك عتبٌ على
خظًّ ولا فقرٌ إلى مطلبِ
فاغرسْ ونوهْ منعما واصطنع
ترضَ مضاءَ الصارمِ المقضبِ
و غر على رقيَ من خاملٍ
لملكِ مثلي غيرِ مستوجبِ
كم أحمدتْ قبلكَ عنقي يدٌ
لكنها سامتْ ولم تضرب
و لدنةِ الأعطافِ لم تعتسفْ
بالكلمِ المرَّ ولم تتعبِ
من الحلالِ العفوِ لم تستلبْ
بغارةِ الشعرِ ولم تنهبِ
دمُ الكرى المهراقِ فيها على
سامعها إن هو لم يطربِ
جاءك معناها وألفاظها
في الحسنِ بالأسهلِ والأصعبِ
أفصحُ ما قيلَ ولكنها
فصاحةٌ تهدى إلى يعربِ