هل مجير من غصة ماتقضى

هل مجير من غصة ٍ ماتقضى

​هل مجير من غصة ٍ ماتقضى​ المؤلف الشريف المرتضى


هل مجير من غصةٍ ماتقضى
أو شَفيعٌ في حاجةٍ ليس تُقضَى
ياخليلي أَنِخْ بشرقيِّ سابا
طَ مُناخاً على الرَّكائبِ دَحضاً
وتَلَفَّتْ فيما بنَى آلُ ساسا
عفاه الزمان ثلماً ونقضا
عَرَصاتٌ أصبَحْنَ وهْيَ سماءٌ
ثمَّ أمسَيْنَ بالحوادثِ أرضا
وثرًى يُنبتُ النَّعيمَ إذا أنْـ
ـبتَ تُرْبُ البلاد عُشباً وحَمْضا
قد رأينا الإيوانَ إيوانَ كسرى
فرأينا كالطود طولا وعرضا
أو جَلالَ جَلَنْف
َعٍ صَحِبَ الأيْـ
أثر الرَّحل في قراه ندوباً
نِلْنَ منه بعضاً وأعفَيْنَ بعضا
فهو يلقاك بادئاً ما أب
ـك فأَرجا في العالمينَ وأمضَى
عَرَقَ الدَّهرُ حُسنَهُ وهْو باقٍ
كالمدى تعرق التربية نحضا
فترى العينُ فيه أُبَّهَةَ المُلْـ
ك وعيشاً لأهله كان خفضا
فهْيَ تَغشاهُ بالتَّنكُّرِ وحْشاً
خلقاً ثمّ بالتذكر غضا
ومشينا في عرصةٍ لم تزل في
ـها أُمورُ الملوكِ تُمضَى وتُقْضَى
كل قرم كالليث إن هجهجوه
عن صريعٍ له أزمَّ وأَغضَى
لبس لذلك يافعاً ووليداً
وارتقاه شدّاً إليه وركضا
وعرانينُ لا يطورُ بها الرُّغْـ
ـمُ وأيدٍ يَطَلْنَ بَسطاً وقَبْضا
ورءوس بين الأنام رءوسٌ
وجسومٌ غذين بالعزِّ محضا
ولقد مضنى هجومي على الدا
ر بلا آذان على الدار مضا
مرحاً أسحب الإزار على أج
ـردَ يَنْزو طَوْراً ويقبضُ قبضا
وجَثا ناشئاً على خشبِ الملْـ
واب ينفضن بالمخافة نفضا
ورباعٌ كانت غُيوضَ أُسودٍ
أصبحت للضباع مأوى مغضى
ومناخ للجود يحظى ويرضى
فيه مَن لم يكنْ على الدَّهر يرضَى
عقروا عنده المطىَّ وألقوا
وقد استوطنوا نجاداً وغَرْضا
بين قوم يزيدهم عذل اللوّام في المكرمات حثاوحضا
ـوامِ في المكرُماتِ حثّاً وحَضّا
سكنوا جانب المدائنِ في أب
ـيَضَ كالشَّمس يوسعُ العينَ ومْضا
يأخذون الأموالَ بالسَّيفِ حتَّى
يهبوها الرّجال نفلاً وفرضا
كلَّما أَتلفوا أخلفوا كوَفِيِّ الـ
قوم أمَّ الغنى ليقضي قرضا
ومهيبون يحسبُ الأمنُ من مو
لاهم الخوفَ والمحبة بغضا
وجليدُ الرّجالِ إنْ واجهوهُ
غَبِنَ اللّحْظَ مِن حِذارٍ وغضّا
كيف أرضى عن الزمان وما أر
ضَى كريماً قبلي الزَّمانُ فأرضَى!
نقتريه جدباً وبيئاً ونمر
به ضبيعاً ونرتعى منه برضا
ليس يُبقي إِلاَّ ويُفني ولا يُعْـ
ـلي قليلاً حتّى يطأطىء خَفْضا
سُنَّةُ اللَّيثِ كلَّما همَّ أنْ يُبْـ
ـعدَ وَثْباً زاد انحطاطاً ورَبْضا
ولفكرى فيمن يساق إلى المو
ت مدا الدهر كيف يطعم غمضا؟