همسك الهاني
همسك الهاني
خيالك أضحى لابسا من فؤاديا
رداء موشى بالرؤى البيض حاليا
و كنت كذاك الطائر الخادع الذي
يراه رعاة البهم في المرج هاويا
فيعدون بين العشب و الزهر نحوه
و إن رعاة قاربوه طار جذلان شاديا
فما زال في إسفافه و انطلاقه
فلا هو بالنائي و لا كان دانيا
و ما زال يلهي راعيا عن قطيعه
و مزماره حتى يضل المساريا
و إنك قد أشغلتني صانك الهوى
عن الشعر لما أن تبعتك راضيا
و إن على مرآة شعري سحابة
لأنفاسك الولهى تغشى المرائيا
و إن رغب الروح انطلاقا أعاقه
صدى روحك الرخو الجناحين داعيا
و همسك ألهاني فما بت سامعا
لحون إله الشر أو بت واعيا
و قيثارتي ما شأنها و أناملي
بشعرك باتت عابثات لواهيا
ألا يتسنى يا ابنة الحب ساعة
لروحي أن ترقى النهود العواريا
فتلمح من عليائها أفق فتنة
يوافيه إشعاع من الحب زاهيا
سأهتف بالأشعار إما رأيته
و أستقبل الإلهام سهلا مواتيا
متى حومت في أفق ثغرك قبلة
يصعدها ثغري فقد زال ما بيا
و عدت لرب الشعر جذلان سامعا
حفيف جناحيه ينادي خياليا