​هوى واحد​ المؤلف بدر شاكر السياب


  • على مقلتيك ارتشفت النجوم وعانقت آمالي الآيبة
  • وسابقت حتى جناح الخيال بروحي إلى روحك الواثبة
  • أطلت فكانت سناً ذائباً بعينيك في بسمة ذائبة


  • أأنت التي رددتها مناي أناشيد تحت ضياء القمر
  • تغني بها في ليالي الربيع فتحلم أزهاره بالمطر
  • ويمضي صداها يهز الضياء ويغفو على الزورق المنتظر


  • خذي الكأس بلي صداك العميق بما ارتج في قاعها من شراب
  • خذي الكأس لا جف ذاك الرحيق
  • و إلا صدى هامس في القرار ألا ليتني ما سقيت التراب


  • خذي الكأس إني زرعت الكروم على قبر ذاك الهوى الخاسر
  • فأعراقها تستعيد الشراب وتشتفه من يد العاصر
  • خذي الكأس اني نسيت الزمان فما في حياتي سوى حاضر
  • وكان انتظار لهذا الهوى جلوسي على الشاطيء المقفر
  • وإرسال طرفي يجوب العباب ويرتد عن أفقه الأسمر
  • إلى أن أهل الشراع الضحوك وقالت لك الأمنيات : أنظري
  • أأنكرت حتى هواك اللجوج وقلبي وأشواقك العارمة
  • وضللت في وهدة الكبرياء صداها .. فيا لك من ظالمة
  • تجنيت حتى حسبت النعاس ذبولا على الزهرة النائمة
  • أتنسين تحت التماع النجوم خطانا وأنفاسنا الواجفة
  • وكيف احتضنا صدى في القلوب تغني به القبلة الراجفة
  • صدى لج احتراق الشفاة وما زال في غيهب العاطفة
  • ورانت على الأعين الوامقات ظلال من القبلة النائية
  • تنادي بها رغبة في الشفاة ويمنعها الشك .. والواشية
  • فترتج عن ضغطة في اليدين جكعنا بها الدهر في ثانية
  • شقيقة روحي ألا تذكرين نداء سيبقى يجوب السنين
  • وهمس من الأنجم الحالمات يهز التماعاتها بالرنين
  • تسلل من فجوة في الستار إليك وقال ألا تذكرين
  • تعالي فما زال في مقلتي سنا ماج فيه اتقاد الفؤاد
  • كما لاح في الجدول المطمئن خيال اللظى والنجوم البعاد
  • فلا تزعمي أن هذا جليد ولا تزعمي أن هذا رماد؟