هويته رشئي الطرف والجيد

هويته رشئي الطرف والجيد

​هويته رشئي الطرف والجيد​ المؤلف ابن النبيه


هويته رشئي الطرف والجيد
بدري ما تحت تصفيف وتجعيد
حل القبا ولوى صدغيه فانعقدا
واحيرتا بين محلول ومعقود
يا مسكري بثناياه وريقته
هل هذه الخمر من تلك العناقيد
أحييتني بالذي حييتني فأنا
في أرغد العيش من ورد وتوريد
قضيب بان إذا ما خف أثقله
كثيب رمل بطيء النهض رعديد
خصر وردف كأن البند بينهما
مفرق بين معدوم وموجود
في حسن يوسف إلا أنه ملك
فما يباع ببخس النقد معدود
يا من حماه ببيض الهند نم فلقد
حمته جفناه بالهندية السود
له من الماء إن لا ينته جسد
والقلب من صخرة صماء صيخود
فلا يرق على نوحي ولا سهري
والنجم قد مل تعدادي وتعديدي
قالوا تعشق مباح الوصل قلت لهم
ليس الدني إلى قلبي بمودود
في أحسن الناس لا في غيره غزلي
وإن مدحت فموسى خير مقصود
ملك إذا ما طغى طوفان راحته
أرسى سفينة راجيه على الجودي
يا قاصد الأشرف امسك عن سؤال فتى
إلى المكارم صب القلب معمود
أغر يلقاك بالإحسان معتذرا
عذر المسيء على مطل وترديد
العاقد الرأي في أعلام عسكره
فإن نشرن فعن نصر وتأييد
والقائد الجيش كالبحر الخضم وما
أمواجه غير صيد أو صناديد
شوس إذا اعتقلوا المران خلتهم
أسدا تأبطن أمثال الأساويد
تجلو لهم في ظلام النقع غرته
مواقع الطعن بين الهام والجيد
وتستعير عواليهم عزائمه
فما يدعن وريدا غير مورود
يا مخلفا ظن كيكاووس حين أتى
يغزو معاقل إسلام وتوحيد
في جحفل عذبات الكفر خافقة
من جانبيه بسعي غير مسعود
فاستقبلته من الأعراب شرذمة
فبددت شمله في المهمه البيد
نجا وأسلم للخرصان أسرته
فسيد القوم رزق النسر والسيد
لو شاء شاه ارمن ما فاته دمه
لكن عفا عن أسير القلب مطرود
ورد أسراه بعد السلب في نعم
ولو أطاق لأحيا كل مفقود
هذا هو الجود لا قعبان من لبن
والجود بالنفس أقصى غاية الجود
وسائل عن أبي الفتح اختصرت له
صفاته في مقام غير مجحود