هو السيف لا يغنيك إلا جلاده

هو السيف لا يغنيك إلا جلاده

​هو السيف لا يغنيك إلا جلاده​ المؤلف ابن القيسراني


هو السيف لا يغنيك إلا جلاده
وهل طوق الأملاك إلا نجاده
وعن ثغر هذا النصر فلتأخذ الظبى
سناها وإن فات العيون اتقاده
سمت قبة الإسلام فخرا بطوله
ولم يك يسمو الدين لولا عماده
وذاد قسيم الدولة ابن قسيمها
عن الله ما لا يستطاع ذياده
ليهن بني الإيمان أمن ترفعت
رواسيه عزا واطمأن مهاده
وفتح حديث في السماع حديثه
شهي إلى يوم المعاد معاده
أراح قلوبا طرن من وكناتها
عليها فوافى كل صدر فؤاده
لقد كان في فتح الرهاء دلاله
على غير ما عند العلوج اعتقاده
يرجون ميلاد ابن مريم نصرة
ولم يغن عند القوم عنه ولاده
مدينة إفك منذ خمسين حجة
يفل حديد الهند عنها حداده
تفوت مدى الأبصار حتى لو أنها
ترقت إليه خان طرفا سواده
وجامحة عز الملوك قيادها
إلى أن ثناها من يعز قياده
فأوسعها حر القراع مؤيد
بصير بتمرين الألد لداده
كأن سنا لمع الأسنة حوله
شرار ولكن في يديه زناده
فأضرمها نارين حربا وخدعة
فما راع إلا سورها وانهداده
فصدت صدود البكر عند افتضاضها
وهيهات كان السيف حتما سفاده
فيا ظفرا عم البلاد صلاحه
بمن كان قد عم البلاد فساده
غداة كأن الهام في كل قونس
كمائم نبت بالسيوف حصاده
فلا مطلق إلا وشد وثاقه
ولا موثق إلا وحل صفاده
ولا منبر إلا ترنح عوده
ولا مصحف إلا أنار مداده
فإن يثكل الإبرانز فيها حياته
وإلا فقل للنجم كيف سهاده
وباتت سرايا القمص تقمص دونها
كما تتنزى عن حريق حراده
إلى أين يا أسرى الضلالة بعدها
لقد ذل غاويكم وعز رشاده
رويدكم لا مانع من مظفر
يعاند أسباب القضاء عناده
مصيب سهام الرأي لو أن عزمه
رمى سد ذي القرنين أصمى سداده
وقل لملوك الكفر تسلم بعدها
ممالكها إن البلاد بلاده
كذا عن طريق الصبح أيتها الدجى
فيا طالما غال الظلام امتداده
فلو درج الأفلاك عنه تحصنت
لأمست صعادا فوقهن صعاده
ومن كان أملاك السموات جنده
فأية أرض لم ترضها جياده
ولله عزم ماء سيحان ورده
وروضة قسطنطسنية مستراده