هي أنت
هي أنتِ
هي أنت التي خلقت لنحيا
في ظلال من الوفاء الرشيد؟
كحياة الأرواح تضفي حنانا
وهي تهفو في ظلها الممدود
حيثما الحب طائف يتراءى
كالملاك المهوّم المكدود
حاني العطف إذ يضم علينا
ضمة الأم رحمة بالوليد
فإذا الكون والحياة جمال
وإذا العيش فسحة في الخلود!
هي انت التي أطافت بنفسي
وتراءت في خاطري من بعيد؟
حينما كنت هائما أتلقّى
أغنيات الآمال شتى النشيد؟
في ظلال من الأماني تترى
بين وادي التعلّة المعهود!
إذ تراءيتِ هالة من رجـاء
هادئ لين رفيق وئيـد
ثم دانيتِ في دلال وديع
ثم باعدت في دلال شَرود؟
هي أنت التي تلاقيت روحاً
مع روحي فهامتا في الوجود؟
هي أنت التي تحدثت عنها
خطراتي، في يقظتي وهجودي؟
إن تكوني! إذن فهاك فؤادي
كله خالصا نقي العهود!
وتعالى نبع الحيـاة جهاداً
عبقري التصويب والتصعيد!
شجعيني على الجهاد طويلا
فجهاد الحياة جد شديد!
أشعريني بأن قلباً نقيّـا
يرتجي ساعدي ويهوى وجودي
ثم سيري معي نخط طريقاً
كمهاد في الصخرة الجلمود!
نظرة منك وابتسامة حُـب
تترك الصعب ليّنا كالمهود
لك مني عواطفي وعهودي
لك مني رعايتي وجهودي!