وأما باقرار واشهاد عدل

وأما باقرار واشهاد عدل

​وأما باقرار واشهاد عدل​ المؤلف إبراهيم بن قيس


وأما باقرار واشهاد عدل
فيؤخذ بالتعزير والحق والحد
ولا يصل التعزيز حداً وجلده
خفيف بسوط قدَّ من لين الجلد
ويا أيها الوالي جعلتك والياً
على طاعة الرحمن والمصطفى النجدي
وللأمر بالمعروف والنفي للأذى
واخماد نار الجور والقمع للضد
وتر الهدايا والتجارة إِنها
تبثُّ على الوالي أسى العزل والطرد
ولطفك والاحسان بالناس كن بهم
رؤوفاً لطيفاً بالمشيب وبالمرد
فإن ريباً اتهمت في دار ريبة
فلا تدع السّفاه تدخل بالهدّ
ولكن إِذا شاعت فقل أنا داخل
عليكم وقدم في الثقات النهى النجد
صن الناس أدبهم عن الخصم والأذى
وعن موقف التهمات باللين والمقد
وعن لطم خد واحتزاز ذوائب
وعن شق جيب والصراخ لدى الكمد
مر الخود أن تدني الجلابيب بعد أن
تذير خماريها على الجيب والجعد
لكي لا ترى عين من الخودريبة
سوى الكحل والخاتام للخطّ والمدّ
ولا تضربن بين الأنام برجلها
فيصطخب الخلخال والعقد بالعقد
وقل للفتى المملوك يخضع ويستكن
لمولاه وليخده بالعرف ما أغدي
إِلى الشفق المبيضّ ما طلع الضيا
ومن بعد ذا عن خدمة فهو في رغد
ولليوم يعطى قوته قوت شارىء
إلى ربع صاع ربع صاع بلا نكد
وتلزم أرباب الدواب حدوثها
نهاراً وليلاً بعد يعلن بالزند
وحيث عناك القصر فليقصر الذي
يسايرك الشاري وإِن كان بالبلد
وتقبض حق اللّه من كل مسلم
على سنة الأميّ في القيض والبرد
من الزرع نصف العشر والغرس إِن سقي
بغرب وإِلاَّ عشر ما اقتات ذو الكد
فإن يسقه هذا وذا فانتزع لذا
عشيراً وذا نصفاً على الحسب والعد
إِذا تم بالأعمال عن صاع أحمد
ثلاث مئين بالشراكة والوحد
فإن هي لم تبلغ وكان لواحد
سوى الشرك زرع يفضل الشرك للحد
فخذ منه حق اللّه في ذا وذا إذا
تدارك في تسعين يوماً عن الحصد
ومن فاوضته في الثمار عروسه
فخذ منهما كالفرد خذ يا أخا الأزد
وما أطعما للّه منها فهي به
توفي وما في ذاك حق لذي حصد
وعشر الصوافي دعه فيها لمن نضا
له السيف لكن قل لزارعها أدّ
ولا تحملن جنساً بجنس فكلما
تباين باسم فهو جنس على الند
سوى النخل إِن النخل يحملن بعضه
على بعضه كالكرم صفراً بمسود
ومن باع نخلاً بعد زهو فزك ما
بقى عنده إِن بالمخرج القصد
ومالك غرم في ثمار تهلَّكت
ولما تُكل بعد اليبوسة بالمد
ففي البسر ترخيض فدعهم وبسرهم
وما أكلوا رطباً دع القوم في رغد
وعشرين مثقالاً نصاباً فزكها
إذا حال حول ربع معشارها أد
ومن مأتين من دراهم فضة
فخذ خمسة ربع العشير أخا سعد
ترى نصف مثقال بخمسة وضّح
دراهم فاحمل ذا على ذاك واستجد
وإن لم يصل هذا وهذا وأجمعا
معافي نصاب كنّ بالجنس في النقد
وما عالجوا بالنار من معدنيهما
فزكّه من خمس النصاب بلابد
وتأخذ ربع العشر من حيلة النسا
إذا بلغت حد النصاب على الجسد
ولا تكسرن خلخال خود وطوقها
ضراراً إِذا ما الخود بالنقد تستفدي
كذا كلما تحوي التجار لمتجر
وتم نصاباً قيمة النقد في الوعد
ولا حق فيما أحرزوا من ثمارهم
إِذا هي لم تخلط على المتجر الكسدي
وكل أب في حجره ابن فماله
ومال ابنه خلط ولو كان بالسد
ومال اليتامى زكّ أو ما لحقته
من الارث لم يقسم بشهر كذي القعدة
ومن كان في كفيه مال لدينه
فيقضيه إن شا ثم خذ حق ذي المجد
وفي كل دين يرتجيه مدينه
لربك حقّ فاقمع الهزل بالجد
وتحسب رأس المال في كل مسلف
إِذا لم تجد ديناً ولو حل مع مكد
وما غيبته الأرض أو كان ذاهباً
سنيناً فخذ حق السنين لدى الوجد
وكل نصاب تم زكّ لحوله
بما ازداد في قرب وبعد مدى الأبد
ولا لوم إن أحلفت في حق ذي العلا
أخا تهمة بالشح والكد والحسد
ووفد أتى من مصر لم يجر حكمنا
عليه فأثرى كفّ عن معشر الوفد
ولا تجب إِلا ما حميت وما حوت
شهورك لا تعرض سوى ذاك وارتد
وأما زكات السائمات وحكمها
من الابل اللاتي حوتها ظبى جند
فمع كل خمس أو تجاوز أربعاً
وعشرين بعد الحول شاة أبا نهد
وفي الخمس والعشرين فابنة ماخض
وابن لبون عند عد مْكها تفدي
وإن زدن أحدى عشر فابنة ملبن
إلى الخمس في تسع مع الطرف والتلد
ففي الست بعد الأربعين طروقة
إلى مبلغ الستين في الغور والنجد
ولكنّ من احدى وستين ينتهي
إلى الخمس والسبعين خذ جذعة الوحد
وحقك من ست وسبعين فابنتا
لبون إِلى التسعين فاهتد لكى تهتدي
وإحدى وتسعين فحقُّ وحقة
اناث إلى العشرين في المائة النهد
وأما ثلاث من لبون فهن عن
ثلاثين مع إحدى وتسعين في صعد
ومن بعدها إن زدن عشراً فحقة
لخمسين أو في الأربعين ابنة الزند
وزد غنماً في بكرة إن تفاضلت
وإلاّ فدعها وازدد الشاة واعتد
كذا العين تزكى سدسة حيث جذعة
من الابل والربعان كالحق والسبد
وبنت لبون كالثنية هكذا
كبنت مخاض جذعة الباقر القمد
وترك الفصال والعجاجيل فاتركن
عواملها ذات القتوبة والشد
وفي الأربعين الشاة شاة زكاتها
إلى اثنين في الستين في الخصب والجد
فإن طلعت شاة فشاتان فرضها
إلى مائتي شاة من البيض والرمد
ومن مائتي شاة وشاة نمت إلى
ثلاث ميئين خذ ثلاثك واصطد
وخذ أربعاً من أربع ثم بعدها
فخذ فردة من كل ما مائة تبدي
ولا تجمعن ما كان مفترقاً ولا
تفرق لها جمعاً لذم ولا حمد
وما جمع الأعطان للحلب زكه
وما ساير الرعيان من سخلها عدّ
ولا تأخذ المعيوب والسخل واجتنب
كرائمها واطلب كطلبك للرفد
ويقسم رب المال شطرين ماله
فيختار شطراً ثم في التأني يستدي
إذا قاد شاة قدت شاة كشاته
فشاة بشاة أو توفى وتستجدي
وإن أظهر الذمي ذكراً فأطفه
وإن يستتر بالنكر فاحلم عن الفرد
وكفّ أذى المؤذين عنه فإن بنا
له بيعة فاعمد إِلى تلك بالهد
وجزّ نواصيه وقلب شراكه
وحزمه بالزنار واعمله بالترد
ولا يركبن في السرج وازجره عن شرا
عبيد واماء من المسلم المهدي
وما ابتاع من أنعامنا وحروثنا
فتزكى كما قد كان تزكى بلا صد
وجزيتهم إلاَّ على الطفل والنسا
أو الزُّمنا والبهم والغيد والعبد
فأوسطهم اثنان والدرن درهم
ودهقانهم في الشهر أربعة تسدي
وعن عربي أهل الكتابين ضعف ما
على المسلمين اقبض وعن جزية فاهد
وإن حارب الذمي فاسلبه واسب ما
تولّد إلاَّ ما نمى يعرب جدي
ومستكمل الاسلام ما لم يتب فما
إذا ارتدَّ للاشراك في قتل مرتد
فإن كنت يوماً غازياً أو محارباً
لقوم فشمّر للضراغمة الأسد
ودَّم جواسيساً وأخرّ كمثلهم
وراك لأن الحزم من شيمة الجلد
ولا ترقدن ليلاً وجيشك مهمل
بلا حرس أياك من غمرة الرقد
وصن عن حروث المسلمين وزرعهم
جيوشك منها واقطع الأرض بالجد
فحتى إذا أعلام أعدائكم بدت
وصفت لكم بالبيض والذبل الملد
فحثوا المطايا عنكم وتنصلوا
وصفو لهم بالبيض والشرب الجرد
ولا تجعلن في الصدر إلا أشاوشاً
يرون ارتشاف الموت في الروع كالشهد
واعط ذوي الأخطار كل غضنفر
لواء ووصِّ الكل بالشد واشتد
وسيروا إلى الهيجا رويداً فإنما
يسار إلى الهيجا رويداً من البعد
ولا تبسطوا كفّاً لديهم وقدموا
دعاء فإن أدو فودّ على ود
وإن صدفوا عن منهج الحق أو بدوا
قتالاً فقد طاب الضراب لمعتد
هناك أخي إن كنت ممن لعهده
تمام أجزت السيف في الهمام لا الغمد
هنالك كن كالليث يفترس العدا
وكالمسرجي النار والبازي المقد
هناك فمن منكم حوى سلب العدا
فذاك له قبل انهزام العدا الند
هنالك لا تحمد أخاً لك لم يرد
ورودك تحت النقع بالمرهف الهندي
ومما غنمتم خمس سدس لذي العلا
وللمصطفى يشرى به عدة العد
ونصف خميسي شطر شطر سديسه
لمن من قرابات النبيء على القصد
وتسعة أعشار لمسغب جائع
ولابن سبيل واليتيم أخي الفقد
وباقيه يعطى فارساً ضعف راجل
وترصخ للملوك والخود والولد
وقسمة أخماس الغنائم مثلها
وتقسم أخماس الركاز إذا تدي
ولا تغنمن مال المصلين واستعن
بأوزارهم إن حاربوك وعدرد
ومن مهم ولي وخفت رجوعه
فطاير حشاه للخوامع والفهد
وما لم تنل إلا بسيفك فاعقرن
من الخيل والكرعان كن كالصفا الصلد
وما امتنعوا فيه من الدور أو رموا
إليك بسهم منه فاهدمه كالثرد
وحلّ بباب القوم بعد امتناعهم
وقطع مواداً والنخيل مع الرصد
ولا تقتلن طفلاً ولا البهم دعهم
ولا الخود إلا أن تعين أولى الحقد
وإياك والنيران لا تحرقن بها
أناساً وعاجل شعلة النار بالخمد
تنادي بهذا ظاهراً ثم من عصى
فخذه بما أجنى وأحدث عن عمد
وخاتم من لم يعد منكم وخفه
حمى الحرب عنه ينزعان إذا أردي
وبرنسة إن زايلته عمامة
ويدرج في توبين والدم واللحد
فهاتا وصاتي إن أخذت بأمرها
وإلاَّ عراك الأخذ في النفس والسبد
وإني ولما اجعل الحكم والقضا
إليك ولا أمر العقوبة والجلد
فما كان من خصم بحق وتهمة
فصره إلى القاضي الرضي الراسخ العد
وأما الحدود المخطرات فردها
إلىَّ فإنا لحد تقويمه عندي
وخذها كحلي الغانيات نظمتها
حياة لمن قبلي ونوراً لمن بعدي
قدحت ولم أسأم ليظهر حكمها
مع العدل زند الحرب حتى ورى زندي
خلاف أخي ليلى وسلمى وفاطم
وجمل ومي أو بثينة أو دعد
أرجّي بها الغفران والمنزل الذي
يؤول إليه المصطفى جنة الخلد
وصلى عليه اللّه ما لاح بارق
على بارق أو حنَّ رعد على رعد