وافتك تنهج للخطاب سبيلا
وافتك تنهجُ للخطاب سَبيلا
وافتك تنهجُ للخطاب سَبيلا
وتجرُّ ذيلاً للعِتاب طَويلا
غرَّاءُ تهزأ بالنجومِ لوامِعاً
والزهر غضاً والنسيم بليلا
قد سمتها التقبيل فيك ولم أقل
لولا المشيبِ لسمتُها تقبيلا
حملتها جمل العتاب وإنما
فصلت در مقالها تفصيلا
ما فاخرَتْ قولاً بحسنِ نظامِها
إلا وجاءت وهي أحسن قيلا
أجريت طرف العتب في مضمارها
فأتاك يشأو السابقات ذميلا
ما لِلَّيالي قد وقَفْنَ مبرِّزاً
وفللن عضباً من وفاك صقيلا
فصرمتني ونبذت حبل مودتي
واعتضت عن ودي العداة بديلا
وصدفت عن سبل الوفاء مجنباً
وسلكتَ من طُرق الجَفاء سَبيلا
فحملت منك على مزاولة النوى
عِبئاً عليَّ مع الزمان ثَقيلا
مهلاً فما أعرضت عني واثقاً
إلاَّ بمن لم يُغنِ عنكَ فتيلا
فانظر لنفسك ما أتيت فلن أرى
لك لو علمتَ بما أتيتَ قبيلا
الله في حرمات ودٍ أصبحت
هملاً وأصبح هديها تضليلا
كم شامتٍ قد كان يأمُل أن يَرى
ربع الوداد ـ وقد رآه ـ مَحيلا
فارجِع بودِّك عن قريبٍ طالباً
عذراً ـ على رغم العدوِّ ـ جميلا
حتى أجادل فيك كل مكذب
وأقيمَ منكَ على الوفاءِ دليلا
حاشا لمثلك والمودة ذمةٌ
أمسى بها العهدُ القَديم كَفِيلا
إنِّي أؤمِّل أن أُزيل بكَ الجَوى
وأبلُّ من حرِّ الفؤادِ غَليلا
وأعودُ أنشدُ في هواك ندامة
يا ليتني لم أتَّخذكَ خَليلا