وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل/الباب الرابع/الفصل الأول/2

وثيقة مؤتمر الحوار الوطني الشامل
الباب الرابع: الملاحق
  ►1- كلمة رئيس الجمهورية 18 مارس 2013 الفصل الأول: خطابات رئيس الجمهورية. 3- كلمة رئيس الجمهورية 8 أكتوبر 2013 ◄  


2- كلمة رئيس الجمهورية 19 مارس 2013


الأخوة والأخوات أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل:

بسم الله وعلى بركة الله وبتوفيقة وتسديده نبدأ اليوم أولى جلسات المؤتمر ونعلن بدء انطلاق جلساتة العامة التي سيتم بثها مباشرة لتكونوا تحت أعين شعبتكم تجسيداً لمبدأ العلنية والشفافية وحق المواطنين في المتابعة الحثيثة لمجريات هذا المؤتمر الوطني الكبير الذي سيرسم صورة مستقبل اليمن المشرق والجديد، وهذا النقل المباشر لفعاليات جلساتكم العامة سيلقي عليكم الكثير من المسؤولية،فمن واجبكم أن تبعثوا الأمل قي نفوس مايقارب ثلاثة وعشرين مليون يمني سينتظرون منكم الكثير الإيجابي.

الأخوة والأخوات:

أريد اليوم التأكيد على عدد من القضايا الهامةالتي ستكون بين أيديكم في هذا المؤتمر.. فمن الضروري أن يكون لديكم جميعاً دون أستثناءالاستيعاب الكافي للنظام الداخلي للمؤتمر، فالالتزام به ومعرفة الحقوق والواجبات وآليات العمل هي مفتاح النجاح لأعمال هذا المؤتمر.. فهذا النظام الداخلي قد تم صياغتة بالكثير من المهنية والحيادية والاحتراف بحيث يضمن نجاح أعمال هذا المؤتمر الذي كما قلنا بالأمس ليس أمامه سوى خيار واحد هو النجاح والنجاح فقط، وتم سد كل الثغرات التي قد يكفر البعض في الدخول منها لتعطيل أعمال المؤتمر، أو لعرض رأي ما أو فكرة ما أو قرارٍ ما، عن طريق التوافق الذي اخترناه وسيلة لإرادة أعمال هذا المؤتمر وإتخاذ قراراته، وهو ذات الطريق الذي يحتاجه اليمنيون في المرحلة القادمة لإعادة بناء الوطن واستعادة البهجة والابتسامة والأمل والفرح في صفوف أبنائه.

ولقد تضمن النظام الداخلي الكثير من الحلول للإشكاليات المتوقع ظهورها، فاحرصوا على التمسكِ بها لأنها كفيلة بإخراجنا من أي مأزق محتمل أو انسدادٍ في الطريق... فإن عملنا سويا بروح الفريق الواحد فلن يكون هناك لا غالب ولا مغلوب ولا ظالم ولا مظلوم، فاليمن لم يعد يحتمل أن يفكر طرف بفرض رأيه أو رؤيته أو سياساته بالقوة ولن يقبل اليمنيون بعد اليوم إلا فكرة التعايش بيننا جميعاً وقبول بعضنا البعض في ظل سيادة حكم القانون الذي لا ينبغي أن يعلو عليه أحد أو يتجاوزه أحد.

الأخوة والأخوات جميعاً:

لقد أخذت اللجنة الفنية للتحضير لهذا المؤتمر ثلاثة أضعاف الوقت الذي كان مخصصاً لها للإعداد، ولم يكن من ذلك مقر لأن هذه اللجنة حملت على عاتقها مسؤولية كبيرة وتاريخية، ورغم ضيق الوقت إلا أننا كنا ندرك طبيعة الصعوبات الموضوعية التي تواجه عمل اللجنة والظروف السياسية والمتغيرات التي كانت تؤثر سلباً أو إيجاباً على مسار عملها،لكنني على يقين أن اللجنة قد تمكنت من إزاله الكثير من التعقيدات واختصرت الكثير من التعقيدات واختصرت الكثير من الوقت الذي كان يمكن هدره مؤتمركم هذا العديد من القضايا التي أنجزتها، الأمر الذي يعني أن المؤتمر اليوم مهيأ للدخول في التفاصيل التي أنجزتها، الأمر الذي يعني أن المؤتمر اليوم مهيأ للدخول في التفاصيل والخوض في عمق القضايا المطروحة أمامه. إن من الضروري والمهم أن نستحضر في كل لحظة أننا دخلنا هذه القاعة لنخرج منها بحلول يمنية الصنع وطنية النكهة لمشكلاتنا التاريخية المزمنة وليس بمزيد من الأزمات والمشكلات... وكلما تمكنتم من وضع الحلول المناسبة والصحيحة فإنكم تكونون بذلك قد وفرتم على أنفسكم حلولاً ستأتيكم من الخارج الذي حسم أمره باتخاذ قرار دولي بالحيلولة دون نشوب صراع أو حرب في هذا البلد، مما يجعلنا نحرص على التعامل الجاد مع هذا المؤتمر الأول من نوعه في تاريخ اليمن المعاصر إعداداً وتحضيراً وتكويناً ومنهجية.. إذ لم يسبق لنا كيمنيين أن قمنا بالتحضير لمؤتمر وطني شامل بمثل هذه الأساليب العلمية في الأعداد واستحضار التجارب القريبة والبعيدة بغرض الاستفادة منها، وبالتالي فإن فرص نجاحه متوفرة إذا صدقت النوايا وتحقق الإخلاص والصدق والولاء للوطن.

الأخوة والأخوات:

يجب عليكم أن تستفيدوا من الجلسات العامة، التي يفترض أن تمتد لأسبوعين كحد أقصى في هذه المرحلة الأولى، وذلك لكسر الكثير من الحواجز النفسية التي صنعتها أزمات السنوات الماضية فيما بينكم، فإنتم هنا رفقاء حل، لا فُرقاء صراع.. إذ يجب أن نتعلم ونتدرب على قبول بعضنا بالآخر، ونطوي صفحة الماضي ونغلقها إلى الأبد لأن استمرار استجرارها سيضيع علينا الكثير من الأوقات لنعود بعدها إلى نفس هذه اللحظة التي نعيشها اليوم واقعاً حقيقياً.. ومهما قد يحرص البعض أن يكون متحذلقاً على بقية زملائه لأغراض سيئه النوايا فليدرك أن الزمن كفيل ببيان حقيقته، فهذه القاعة ستكون المرآه التي سيرى الشعب من خلالها كل الأطراف المعنية على حقيقتها دون مكياج أو ديكورزائف،لأن ساعة الحقيقة قد دقت وستمصي العجلة إلى الأمام بكم أو بدونكم.

وأن التوصل ألى الحلول المنشودة لقضايانا الأساسية التي ستناقش عبر فرق العمل التسعة التي ستشكل من أعضاء المؤتمر تحتاج منكم إلى الصبر ومصابرة وسعة صدر ومرونةٍ وموضوعية في النقاش وأعتدالٍ في الحوار وجدالٍ بالتي هي أحسن، وفوق هذا وذاك تقديم التنازلات لبعضنا البعض مهما كانت مؤلمة.

الأخوة والأخوات:

نعلم أننا لم نستطيع أن نستوعب كل من كانوا يرغبون في المشاركة في هذا المؤتمر، لكن العضوية هي تكليف لا تشريف، ولو أننا وسعنا عضويتة إلى أضعاف هذا العدد فإننا لن نتمكن من استيعاب كل الراغبين وسيظل السخط قائماً، لذلك فأنني اتمنىعلى كل من كان يرغب في المشاركة أن لا يبخل علينا برأية سواء كان على شكل مقترح أو دراسة أو رؤية أو أي شكل من أشكال العطاء الفكري والسياسي والعلمي. وفي الوقت نفسة أؤكد تفهمي لمواقف من أعلنوا أنسحابهم لأسباب سياسية فهذا حقهم وستظل أبواب المؤتمر مفتوحة لهم لينضموا إلية متى ما اقتنعوا، فالبلد سيظل بحاجة إليهم اليوم وغداً وبعد غد.

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وكل الأماني لمؤتمرنا هذا بالتوفيق والنجاح،وكل الشكر موصول للجنة الفنية ةالتي بذلت جهوداً كبيرة وعظيمة من أجل أن نجتمع في هذه القاعة في هذا المؤتمر الوطني الكبير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته