وحي النيروز
وحي النيروز
طيف تحدى به البارود و النار
ما حاك طاغ و ما استبناه جبار
ذكرى من الثورة الحمراء و شحها
بالنور و القانيء المسفوك آذار
مرت على القمة البيضاء صاهرة
عنها الجليد فملء السفح أنهار
في كل نهر ترى ظلا تحف به
أشباح (كاوا) و يزهو حوله الفار
يا شعب (كاوا) سل الحداد كيف هوى
صرح على الساعد المفتول ينهار
و كيف أهوت على الطاغي يد نفضت
عنها الغبار و كيف انقض ثوار
و الجاعل (الكير) يوم الهول مشعلة
تنصب منه على الآفاق أنوار
قف عند (شيرين) واهتف ربما نطقت
وحدثتك بما تشتاق أحجار
و ربما ارتجت الأصداء و انفجرت
قيثارة في يد الراعي و مزمار
و الفارس الثائر المغوار هل بقيت
من خيله الصافنات البلق آثار
تكاد تسمع في الآفاق صيحة
كأنها في سماء الحق إعصار
مرت على الظلم فاهتزت دعائمه
و جلجلت فهي للباغين انذار
و ساء مستعمرا أن يستفيق على
أصدائها جائع في الحقل منهار
و أن يهب إلى الأغلال يحطمها
شعب و تنشق عن عينه أستار
كم أيتم البغي من طفل و سار على
بيت هوى جحفل للبغي جرار
و استؤسر الجائع العريان و اغتصبت
عذراؤه و استبيح الحقل و الدار
و شردت في صحارى الثلج أفئدة
من فوقها أعظم تدمى و أطمار
و كشر السجن عن بابيه و ارتفعت
حمر المشانق يغذوهن جزار
كيعرب مظلوم يمد يدا
إلى أخيه فما أن يهدر الثار
و المستغلان في سهل و في جبل
يدميها بالسياط الحمر غدار
سالت دماؤهما في السوط فامتزجت
فلن يفرقها بالدس أشرار
و أغمد الظلم في الصدرين مخلبه
فجمعت بالدم الجرحين أظفار
ووحد الجوع عزم الجائعين على
أن يوقدوها و ألا تخمد النار
و كدس العري أجساد العراة على
درب إلى النور قد أفضى بمن ساروا
وقرب القيد من شعبين شدهما
ووجهت من خطى الشعبين أفكار
يا فرحة العيد ما في العيد من مرح
حتى تحرر من محتاهلها الدار
يا فرحة العيد ما في العيد من مرح
حتى تحرر من محتاهلها الدار