وداع والمودع خير راق

وداع والمودع خير راق

​وداع والمودع خير راق​ المؤلف ابن شهاب


وداع والمودع خير راق
بهمته ذرى السبع الطباق
ونأي والمفارق بحر علم
تدفقُ منه في الهند السواقي
وطود رام في الآفاق ضرباً
وذلك من بديع الإتفاق
أبٌ رؤوف بأهل العلم بر
شفوق بالقطين وبالأفاقي
عماد الملك يا ابن السادة المشترين
المجد بالقضب الرقاق
ورافع راية الأداب في الهند
لم ترفع بمصر ولا العراق
أعن قصد نويت نوى شطوناً
بمن خلَّفت ممقرة المذاق
لقد صاحبتنا زمناً طويلاً
وما عوّدتنا مضض الفراق
فأثنت ألسن وحنت قلوب
ولم تبخل بصيبها المآقي
لئن فارقتنا بالجسم فاعلم
بأنك في القلوب أجل وباقي
فإن لك اليد البيضاء فيما
شرحت لنا من الحِكَم الدقاق
وأيقظت المعارف من سبات
بها أودى إلى ضيق الخناق
فأضحت باهتمامك والترقي
يباريها على قدم وساق
عقلت أوابد الآداب فيها
وكانت قبل دائمة الأباق
فشكرك راسخ في كل نفس
إلى أن تبلغ الروح التراقي
ولا زلت المجلي إن جرت في
ميادين العلا جرد السباق
وكن فيمن تركت قرير عين
فإن الكأس في يد خير ساقي
إذا الحسن السراج تلا حسيناً
إلى أمد فأجدر باللحاق
سيبني مثلما تبني ويسري
سراك فيرتقي أسمى المراقي
إذا ما القوس في يد من براها
رأيت الصيد مشدود الوثاق
ونسأله تعالى إذ قضى بالنوى
يقضى بتقريب التلاقي
ونطلب منه تأييداً ونصراً
وتمكيناً برغم ذوي النفاق
لسلطان البلاد الآصفي
الجواد المترع الدلو الدهاق
ويحبوه الكريم مديد عمر
يبدد فيه غضراء الشقاق
ويرفع شان نجليه امتناناً
بحرمة جاه ممتطىء البراق