وشامخ العرنين جاثليق

وشامخُ العرنينِ جاثليقِ

​وشامخُ العرنينِ جاثليقِ​ المؤلف ابن هانئ الأندلسي



وشامخُ العرنينِ جاثليقِ
 
مرُّوعٍ بمثلنا مطروقِ
باتَ بليلِ الكالئِ الفروقِ
 
في أُخْرَيَاتِ الأُطُمِ السَّحوق
نبّهْتُهُ فهَبَّ كالفَنِيقِ
 
يسحَبُ ذيلَ الأصْيَدِ البِطريق
إلى دِنَانٍ صافِناتِ السُّوقِ
 
فاستلها بمبزلٍ رقيق
وقد أذِلُّ للأخِ الشّفِيقِ
 
كأنّهُ من صِبغَة ِ العَقيق
مضمخُ الكفيّنِ بالخلوقِ
 
فزفَّ لا هوتيّة َ الشّروق
لمْ يبقِ منها الدُّنُّ للرّوواقِ
 
إلاّ كياناً ليسَ بالحقيق
مثلَ يقينِ الملحدِ الزِّنديقِ
 
كَأنّهُ حُشاشَة ٌ المَشُوق
قدْ ريعَ بعدَ الهجرِ بالتَّفريق
 
و قامَ مثلَ الغصنِ الممشوق
أشْبَهُ شيءٍقَدَحاً بريقِ
 
يَسْعى بجَيْبٍ في الهوى مشقوق
يَحُثُّهَا بدَلّهِ المَومُوقِ
 
أرقَّ من أديمهِ الرّقيق
وباتَ سُلطَاناً عَلى الرّحِيقِ
 
يُسلِّطُ الماءَ على الحَريق
ويَغْرِسُ اللّؤلُؤ في العَقِيقِ
 
كأنّ درَّ ثغرهِ الأنيقِ
ألّفَ من حبابها الفريقِ
 
أو زلَّ عن فيهِ إلى الإبريق
ما زلتُ أسقي غيرَ مستفيقِ
 
حتّى رأيتَ النّجمَ كالغريق
و الصّبحُ في سربالهِ الفتيقِ
 
يرمي الدجى بلحظِ سوذنيق
هذا ومَا يَسبِقُ سَهْمي فُوقي
 
في ساعة ِ الفوتِ ولا اللُّحوق
ما نفعَ رأيٍ ليسَ بالوثيقِ
 
أو خيرُ عقلٍ ليسَ بالرّشيق
و لستُ أرضى بالأخِ المذوقِ
 
ولا اللّسانِ العَذْبِ ذي التزويق
 
كذلة ِ العاشقِ للمعشوق
لا تجزينَّ البرّ بالعقوقِ
 
و أغنِ عنِ العدوِّ بالصّديقِ