وصاحب بصحة بلا سقم

وصاحبِ بِصحَّة ٍ بلا سَقَمْ

​وصاحبِ بِصحَّة ٍ بلا سَقَمْ​ المؤلف عبد الجبار بن حمديس


وصاحبِ بِصحَّةٍ بلا سَقَمْ
مُساعدٍ في كلّ أمرٍ لا يُذمْ
يقولُ في لا: لا، وفي نعم: نعم
لا ناكبٌ عن فتية ولا برِمْ
مقلّب القلب لهمّ في الهمَمْ
يحلّ عنك بالغنى عن العدمْ
يحرمُ بالسيف الخطوبَ لا تُلمْ
مجوهرٌ سيفُ عُلاهُ بالكرمْ
مهذّبٌ في كلّ علم للأمم
كأنّما شيمتهُ خمر الشيم
يحيي السرورَ ويميتُ كلّ همْ
نادمتُ منه سيّدا بلا نَدَمْ
من عنب... سقانيه عتم
مدامةً زادتْ على عُمْرِ القدمْ
يحملُ من موجودها الكأسُ عَدَمْ
زجاجها الصافي عليها لا يَنِمْ
إلاَّ بوصفٍ أو بذوقٍ أو بشمْ
في ليلةٍ مَرّتْ كَزَوْرَةِ الحلم
كأنَّما الأنجمُ منها في الظُّلَمْ
أوجهُ رومٍ يسبحونَ في خِضَمْ
حتى إذا ما عُمُرُ الليلِ اْنصرَم
وفّر من نور الصباح وانهزمْ
كعابسٍ في حنقٍ من مبتسم
قمت لصيد الطير في قرا أحمْ
كالليلِ إلاَّ قبلة الصبح بفم
بحرٌ عليه بالعنان قد ختم
بباشِقٍ متّقِدِ العينِ قَرِمْ
ذي مخلبٍ مُعَوّجٍ لم يستقم
مثلِ هلالٍ طالعٍ مع العَتَمْ
عند انعطافٍ، لا اسودادٍ مدلهمْ
أقنى مُعَرًّى أنفُهُ من الشّمَم
مصَمِّمٌ على الطيور مقتحمْ
والطيرُ منها جبناءٌ وبُهَم
حتى إذا قلّبَ عيناً كالضّرَمْ
صادقةً طرفتُها لا تُتّهَمْ
وأبصر الفُرْجةَ همَّ فاعتزم
كالليثِ قد أوفى على سرب النَّعَمْ
في روضةٍ أطيارها ذاتُ نغم
كما تغنّتْ فِرَقٌ من العجم
قامَ الربيع عندها على قدم
فاتحةً أعينَ زهرٍ لم تنم
تجول فيها كمدامع الرِّهَمْ
ففارقَ الكفَّ إلى الصيد، فَشِمْ
خاطفَ برقٍ في غمامٍ مرتكم
ما فاتكٌ غادرَهَا في المُقْتَحَمْ
فوارساً تلا.........أيدي الخدمْ
وعاود الكفَّ وفيَّاً بالذمم
بمنسرٍ يمسح عنه فضلَ دمْ