وعدا على الله حقا نصر من نصره

وعدا على الله حقا نصر من نصره

​وعدا على الله حقا نصر من نصره​ المؤلف ابن دارج القسطلي


وعدا على الله حقا نصر من نصره
وحكم سيفك في هامات من كفره
رأس مطل على بابي طليطلة
يومي إلى الكفر هذا موعد الكفره
وهامة قد قضت نحب الحمام ضحى
وهامة فوق صفحي شنج منتظره
أوفى على موعد منه تراقبه
تدعو هلم إلى مستودع الغدره
وناخرا أمس في البيداء من عظم
واليوم أصبح فيها أعظما نخره
كم من سمي له فيها وذي نسب
لم يدخر نابه عنه ولا ظفره
كأنما زار مشتاقا ومعتنقا
فاعتام منه مكان النحر والقصره
ومسعرا لضرام الحرب من أشر
فلم يطق منك في إضرامها شرره
فإن جرى دمه فيها فأطفأها
فإن نفس ابن شنج منه مستعره
شقيق مفخره إن قام مفتخرا
وشق مهجته إن واتر وتره
حم الحمام له قدرا فأفرده
يدعو الحمام لرزء غال مصطبره
ما يرجع الطرف إلا وهو ذاكره
ولا يحس بنفس كلما ذكره
ولا يرد الردى عنه سوى دله
وافى المصاب ولم يعرف به قدره
وما القنا بالغات من جوانحه
بلوغ ألسنة أبلغنه خبره
عتاده للوغى إن خاف طارقها
وذخره لملم الخطب إن حذره
وسيفه وسيوف الهند بارقة
ورمحه ورماح الخط مشتجره
فتح تقدمت في استفتاح مقفله
بخافقات إلى الأعداء مبتدره
في دعوة سمع الرحمن داعيها
لما استهل بأخرى سورة البقرة
هو الجهاد الذي برت مشاهده
فأشهدته الكرام الصفوة البررة
ذللت فيه حمى الإشراك مقتحما
بالخيل رائحة فيه ومبتكرة
في كل ضاحية ألبستها كسفا
غادرت شمس الضحى فيهن منعفرة
دون السماء سماء النقع أنجمها
زرق الوشيج على الأعداء منكدرة
وكل مزدحم في جنح مرتكم
لا نجمة يرقب الساري ولا قمره
إلا جبينك يحدو صارما ضرما
كالبدر تحت الدياجي يتبع الزهرة
حتى رفعت على أعلامهم علما
يستنجز الله فيها وعد من نصره
عقاب فأل بعقبى رفع أوله
يجلو السعادة للإسلام والخيرة
وجد شانيك مخفوض فكان لهم
عقاب خسف مبين الزجر والطيرة
سعي تركت به أرض العدى نهجا
لمن سعى في مداه واقتفى أثره
فهل لنفس ابن شنج بعدها عوض
من لب لبس أو من كافر الكفره
صنواه في حربه أو في ضلالته
قد كان ذا سمعه فيها وذا بصره
وفت دماؤهما ثأرا فلم يدعا
للمسلمين على حرب الضلال تره
فليهنك اليوم فتح تقتفيه غدا
عوائد من فتوح الله منتظره
بضائع لك من بأس ومن كرم
محفوظة لك عند الله مدخرة
سلمتها في سبيل الله وافية
فناجز النقد أو مستقرب النظرة
وابشر بأخرى وأخرى واعدت فوفت
بوعد ذي العرش في نعماء من شكره