وعذب المقبل والمبتسم
وعذب المقبل والمبتسم
وعذب المقبَّل والمبتسمْ
لذيذ المراشف والملتَثَمْ
فتىً هو في حُسنه أُمَّةٌ
تحكِّمه في جميع الأمَم
فأحسب عُبّاد أصنامهم
رأوها بصورة هذا الصنم
بطرفٍ يصحُّ له سحرُه
إذا كان صحَّتُهُ من سقم
وخصرٍ تظلُّمُه يُشتَهى
وردفٍ يُحَبُّ لما قد ظلم
مصون تجنَّبتُ في حُبِّه
جميعَ الفواحش إلا اللمم
تقاضيتُه الوصلَ في خلسةٍ
بلطف الإشارات لا بالكلم
فتقطيبُ حاجبه قال لا
وفترة أجفانه إي نعم
فلم أرَ أحسنَ من لحظةٍ
تطعَّمتُ فيها سرورَ النِّعَم
وأحلى المنى عممان الهوى
إذا ما اختُلسنَ خلال البُهم
ونحن معاشر أهل الهوى
جوارحه كطراف الخدم
فمن دام بالعهد دُمنا له
ونستودع الله مَن لم يَدم
رأيت غنى النفس خيرَ الغنى
كذا عدم الصبر شر العَدَم
وخير الأخلاء مَن إن رأى
جميلاً أشاعَ وعيباً كتم
أرى ابنَ عتيقٍ عتيقَ النِّجارِ
كريمَ الطِّباع حميد الشِّيَم
تقدَّم في أمر طُلابه
تَقَدُّمَ آبائه في القِدَم
عليه يُعَوَّل عند الخطوب
وفي النائبات به يُعتَصَم
وفي المُشكِلات قريب الخُطا
وفي المكرمات بعيد الهِمَم
أبا عُمَرٍ عمرت ساحَتاكَ
بغوث اللَّهيف ورعي الذِّمَم
ولي حاجة لم أُطِق بَثَّها
حياءً وقد أخذت بالكَظَم
أهابك فيها لأن الكريم
يُهاب وإن كان لا يُحتَشَم
لساني تلجلج عن حاجتي
فترجمتُها بلسان القلم
وبِشركَ بشرّني بالمنى
وحُسنُ اللقاء افتتاحُ الكرَم
وقد جَدَّ عزمي على رحلةٍ
أُجدِّد فيها صلات الرَّحِم
فأتمِم أياديك في رحلتي
فحقُّ أياديك أن تستتمّ
فرفدُك جارٍ على مَن أقامَ
وبرُّك زادٌ لمَن لم يُقِم
وفي ابنك جودٌ وتوفيقُه
ليتلو أباه على ما رسم
إذا كان بدرُ الدجى مشرقاً
فلن يُستضاء بنجمٍ نجم
وحُسناك تكسوك حُسنَ الثنا
ونُعماك تُبقي عليك النِّعَم