وعظت بلمتك الشائبه

وُعِظْتُ بلمتك الشائبه

​وُعِظْتُ بلمتك الشائبه​ المؤلف عبد الجبار بن حمديس


وُعِظْتُ بلمتك الشائبه
وفقد شبيبتك الذاهبَهْ
وسبعينَ عاماً ترى شمسَها
بعينك طالعةً غاربهْ
فوَيحك هل عبَرَتْ ساعةٌ
ونفسُكَ عن زلةٍ راغبه
فرغت لصنعك ما لا يقيك
كأنك عاملة ناصبه
وغرتّك دنياك إذ فوّضت
إليك أمانيَّها الكاذِبهْ
أصاحبةً خلتها؟ إنَّها
باحداثها بئست الصاحبه
أما سلبتْ بُرْدَ الشباب؟
فهل يُستردّ من السالبه
وإنّ دقائق ساعاتها
لِعُمْرِكَ آكلةٌ شاربه
وإنَّ المنية من نحوها
عليك بأظفارها واثبه
ألمْ ترها بحصاة الردى
لكلِ حميم لها حاصبه
كأنَّ لنفسك مغنيطساً
غَدَتْ للذنوبِ به جَاذِبهْ
فيا حاضرا أبدا ذنبُهُ
وتوبته أبداً غائبه
أذِبْ منك قلبا تُجاري به
سوابقَ عبرتك الساكبه
على كلّ ذنبٍ مضى في الصِّبَا
وأتعبَ إثباتُه كاتبهْ
عسى الله يدرأ عنك العقابَ
وإلاَّ فقد ذُمّت العاقِبهْ