وفت لك الدنيا بميعادها
وفت لك الدنيا بميعادها
وفت لك الدنيا بميعادها
باذلة أفلاذ أكبادها
وأوفدت غر سلاطينها
عليك في همة أنجادها
تبغي سناءً اقصدت قصده
طائعة طاعة أجنادها
خاضعة تعتد أعمارها
يوم التلاقي يوم ميلادها
شامت دمشق بك برق العلا
فأرسلت أصدق روادها
رأتك نور الدين نار الهدى
قد أشرق الأفق بإيقادها
فيممت منك حيا مزنة
بيض الأيادي ورد ورادها
فاسأل مجير الدين عن جيرة
أوردها محمود إيرادها
تبوأت من عزها قبة
سمر القنا أطناب أوتادها
تنافس الناس على دولة
فت بها أعين حسادها
يغدو المعادي كالموالي لها
فوالها إن شئت أو عادها
يا ملكا تزهى بأسمائه
منابر تسمو بأعوادها
وتأخذ الأسماع أوصافه
عن جمع الدنيا وأعيادها
كم للمعالي فيك من رغبة
تفنى الأماني دون تعدادها
لك المساعي الغر يا جامعا
من طرفيها بين أضدادها
يغشى الوغى أفرس فرسانها
وفي التقى أزهد زهادها
فأنت نسكا غيث أبدالها
وأنت فتكاً ليث آسادها
في أمة أنت حمى دينها
حينا وحينا شمس عبادها
يطوى بك العمر إلى غاية
حسبك تقوى الله من زادها
هذا وكم من سنة بدعة
أعدمتها من بعد إيجادها
مآثر لو عدمت راويا
تكفل النظم بإسنادها