وكأن النجوم في غسق الليل
وكأن النجوم في غسق الليل
وكأن النجوم في غسق الليل
جمان يلوح من آبنوس
وكأن الصباح في الأفق يجلى
بحلي النجوم مثل العروس
وكأن الرياض تهدي ثناء
للغني بالله فوق الطروس
أيا مالكا لم يبد للعين حسنه
سوى ملك قد حل من عالم القدس
لك الخير خذها كالأنامل خمسة
تعوذ مرآك المكمل بالخمس
فمن أبصرت عيناك مرآه فليقل
أعوذ برب الناس أو آية الكرسي
أدرها ثلاثا من لحاظك واحبس
فقد غال منها السكر ابناء مجلس
إذا ما نهاني الشيب عن أكؤس الطلا
تدير علي الخمر منها بأكؤس
عذيري من لحظ ضعيف وقد غدا
يحكم منافي جسوم وأنفس
وروض شباب ماس غصن قوامه
وفتح فيه اللحظ أزهار نرجس
وما زال ورد الخد وهو مضعف
يعير أقاح الثغر طيب تنفس
وكم جال طرف الطرف في روض حسنه
يقيده فيه العذار بسندس
أما وليالي الوصل في روضة الصبا
ومألف أحبابي وعهد تأنسي
لئن نسيت تلك العهود أحبتي
فقلبي عهد العامرية ما نسي
وحاشا لنفسي بعدما أفتر فودها
من الشيب عن صبح به متنفس
وألبسها ثوب الوقار خليفة
به لبس الإسلام أشرف ملبس
وجدد للفتح المبين مواسما
أقام بها الإيمان أفراح معرس
وأورثه العلياء كل خليفة
نماه إلى الأنصار كل مقدس
فيا زاجر الأظعان وهي ضوامر
بغير الفلا والوحش لم تتأنس
إذا جئت من دار الغني بربه
مناخ العلا والعز فاعقل وعرس
فإن شئت من بحر السماحة فاغترف
وإن شئت من نصر الهداية فاقبس
أمولاي إن السعد منك لآية
أنارت بها الأكوان جذوة مقبس
إذا شئت أن ترمي القصي من المنى
تدور لك الأفلاك مرفوعة القسي
فترمي بسهم من سعودك صائب
سديد لأغراض الأماني مقرطس
أهنيك بالإبلال ممن شفاؤه
شفاؤك فاشكر من تلافى وقدس
ودعني أرد يمناك فهي غمامة
تبخل صوب العارض المتبجس
أقبل منها راحة إثر راحة
أتتك بها الركبان من بيت مقدس
ومن نسب الفتح المبين ولادة
إليه بغير الفخر لم يتأسس
فيا أيها المولى الذي بكماله
خلائف هذا العصر في الفخر تأتسي
لآمنت موسى من عوادي سميه
ولولاك لم يبرح بخيفة موجس
بعثت بميمون النقيبة في اسمه
خلود لعز ثابت متأسس
فجاءك بالمال العريض هدية
بها الدين أثواب المسرة يكتسي
وشفعها بالصافنات كأنها
وقد راق مرآها جآذر مكنس
تنص من الإشراف جيد غزالة
وترنو من الإيجاس عن لحظ أشوس
لك الخير موسى مثل موسى كلاهما
بغير شعار الود لم يتلبس
فلا زلت في ظل النعيم وكل من
يعاديك لا ينفك يشقى بأبؤس
عليك سلام مثل حمدك عاطر
تنفس وجه الصبح عنه بمعطس