ولم أر مثلي ما له من معاصر

ولم أر مثلي ما له من معاصر

​ولم أر مثلي ما له من معاصر​ المؤلف ابن شهيد


ولم أر مثلي ما له من معاصر
ولا كمضائي ما له من مضافر
ولو كان لي في الجو كسر أؤمه
ركبت إليه ظهر فتخاء كاسر
وهمت بإجهاش علي وقد رأت
مصابي في آثار إحدى الكبائر
فقلت لها إن تجزعي من مخاطر
فإنك لن تحظي بغير المخاطر
تشهت ثمار الوفر مني وأنها
لدى كل مبيض العثانين وافر
له في بياض اليوم يقظة فاجر
وتحت سواد الليل هجعة كافر
رويدك حتى تنظري عم تنجلي
غيابة هذا العارض المتناثر
ودون اعتزامي هضبة كسروية
من الحزم سلمانية في المكاسر
إذا نحن أسندنا إليها تبلجت
مواردنا عن نيرات المصادر
وأنت ابن حزم منعش من عثارها
إذا ما شرقنا بالجدود العواثر
وما جر أذيال الغنى نحو بيته
كأروع معرور ظهور الجرائد
إذا ما تبغى نضرة العيش كرها
لدى مشرع للموت لمحة ناظر
فسل من التأويل فيها مهندا
أخو شافعيات كريم العناصر
لمعتزلي الرأي ناء عن الهدى
بعيد المرامي مستميت البصائر
يطالب بالهندي في كل فتكة
ظهور المذاكي عن ظهور المنابر
وحصلت ما أدركت من طول لذتي
فلم ألفه إلا كصفقة خاسر
وما أنا إلا رهن ما قدمت يدي
إذا غادروني بين أهل المقابر
سقى الله فتيانا كأن وجوههم
وجوه مصابيح النجوم الزواهر
إذا ذكروني والثرى فوق أعظمي
بكوا بعيون كالسحاب المواطر
يقولون قد اودى أبو عامر العلا
أقلوا فقدما مات آباء عامر
هو الموت لم يصرف بأسجاع خاطب
بليغ ولم يعطف بأنفاس شاعر
ولم يجتنب للبطش مهجة قادر
قوي ولا للضعف مهجة صافر
يحل عرى الجبار في دار ملكه
ويهفو بنفس الشارب المتساكر
وليس عجيبا أن تدانت منيتي
يصدق فيها أولي أمر آخري
ولكن عجيبا أن بين جوانحي
هوى كشرار الجمرة المتطاير
يحركني والموت يحفز مهجتي
ويهتاجني والنفس عند حناجري