يؤرقهإذا البرق استنارا
يُؤَرِّقُهُإذا البرقُ استنارا
يُؤَرِّقُهُإذا البرقُ استنارا
هوىً يقتادُ عَبْرَتَه اقتسَارا
بَدا مِشْقاً تَرودُ العينُ فيه
فتَقرَأُ من لوامِعِه ادِّكارا
و نَمنمةً تُضيءُ له وتَخبُو
كما طَيَّرْتَ عن زَندٍ شَرارا
و إيماضاً يَشُقُّ الجوَّ شَقّاً
كما قَْتَبَسَتْ إِماءُ الحيِّ نارا
فرُحْتُ أُسائِلُ الرُّكبانَ عنه
بأيِّ جَنوبِ كاظمةَ استطارا
لأَذكرَني أَعزَّ الناسِ جاراً
و أحلى الأرضِ في عينيَّ دَارا
و عِدْلَ الحبِّ من قومٍ تَعدَّى
عليَّ الشَّوقُ بعدَهُمُفَجارا
و ناعمةَ الصِّبا تسجُوفتشجُو
قلوباً من صبابَتِها مِرارا
أقولُ لهاإذا سفرَتْ ومارَتْ
أَغُصْنُ البانِ أثمَرَ جُلَّنارا
أصابَهمُو إن بَعُدُوا منالاً
على العُشَّاقِأو بَعُدُوا مَزارا
نسيمُ الرِّيحِ ما راحَتْ جَنوباً
و صوبُ المُزْنِ ما ابتكرَتْ عِشارا
سأُعفي الدهرَ من تكديرِ عَذلي
فأَعذِرُهُو إنْ خلعَ العِذارا
لَقِينا من حوادثِهِ جيوشاً
و خُضْنا من نَوائِبهِ غِمارا
فلم نُظْهِرْ له إلا قِراعاً؛
و لم نَلْبَسْ له إلا وَقارا
و مَنْ يكُنِ الأميرُ له مُجيراً
يكُنْ للكَوكبِ العَلويِّ جَارا
هو الجبلُ الأَشمُّ حِمىً وعِزّاً
ترَفَّعْ أن تَرى جبلاً مُغارا
فرَرْتُ إليه من صَرْفِ اللَّيالي
فنكَّبَ جَورُها عني فِرارا
و لمَّا اختَرتُهُ ليَفُلَّ عني
شبَاةَ الدَّهْرِ لم آلُ اختِيارا
و كانَ القُربُ منه جمالَ دنيا
ترى أيامَهاحُسناًقِصارا
و عيشاً ناضرَ الأفنانِ غَضّاً
يَرِفُّإذا اهتصرناهُ اهتِصارا
فَما بَرِحَ العِدا حتَّى أَعادوا
حلاوَةَ نَشوتي منه خُمارا
فعوَّضَني من الأُنسِ انحرافاً؛
و بدَّلَني من البِشْرِ ازوِرارا
فصِرْتُ أرى نهاري منه ليلاً
و كنتُ أرى به ليلي نَهارا
أَبِيتُو مُقلتي تُذري نجيعاً
و قد أفنَت مدامعَها الغِزارا
تَرى الأشفارَ منه مُعَصْفَراتٍ
فتحسَبُ أنها لاقَتْ شِفارا
أبا الهيجاءِ أصبحَتِ القوافي
تَخُبُّ إليكَ حجّاً واعتِمارا
عِتاباً كالنَّسيمِ جَرى لعَتْبٍ
تضَرِّمُ في الحَشا مني استِعارا
أُشَعشِعُه لأُطرِبَ سامعيه
كما شَعشَعْتُ بالماءِ العُقارا
أَيجمُلُ أن أَرى منك انحرافاً
و لا عاراً أتيتُو لا شَنارا
و لم أَجحَدْ صنائعَ مِنْكَ جلَّتْ
و لم أسلُبْكَ مدحاً فيك سارا
و لكنِّي كَسَوْتُكَ حَلْيَ قَوْمٍ
رأيتُكَ منهم أزكَى نِجارا
و أيُّ غريبَةٍ للشِّعرِ لاقَتْ
عُلاكَفحاولَتْ عنها اصطِبارا
تَحِنُّ إليكَ أبكارُ القوافي
إذا اجتُلِيَت رَواحاً وابتِكارا
فتقرَبُ منك أُنساً بالمعالي
و تبعُدُ من بُعولتِها نِفارا
و يُؤثرُكَ الثَّناءُ على مُلوكٍ
تَعُدُّ مقامَها فيهم حسارا
و كيفَ تُلامُ خَيِّرَةُ القَوافي
إذا اختارَتْ من القومِ الخِيارا
تبيَّنَ زهوُها في العيدِ لمَّا
رأَتْ مولىً يُتوِّجُها فَخارا
فهزَّتْ عِطْفَها طَرَباً إليه
و أَلقَتْ عن مَحاسِنها الخِمارا
فإنْ تَكُ هفوةٌ عرَضَتْ سِراراً
فقد أَصْحَبْتُها عُذراً جِهارا
و ممَّا شَيَّدَ الشَّرَفَ المُعَلَّى
ذُنُوبٌ صادَفَتْ منك اغتِفارا
فَضَلْتَ الناسَ فضلاً واقتصاداً
وإشراقاً من الجَدوى ابتِدارا
و لولا أن أَعوذَكَ من عدوِّي
حَسِبناهُ لنَضرتِه نُضارا