ياعصمة لست منها باغيا بدلا

ياعصمة ً لستُ منها باغياً بدلا

​ياعصمة ً لستُ منها باغياً بدلا​ المؤلف ابن الرومي


ياعصمةً لستُ منها باغياً بدلا
يانعمةً لست عنها باغياً حِوَلا
يابنَ الوزيرينِ يامَن لاانصرافَ له
عن سدّه خَللاً أو عفوِه جَللا
يامَنْ إذا قلتُ فيه القولَ سددني
إجلالهُ فكُفيت الزَّيغ والخطلا
ومنْ إذا ما فعلتُ الفعلَ أيَّدني
إقبالهُ فوقيت العَثْرَ والزللا
كم فعلةٍ لك بي أرسلتَها مثلاً
ومدحةٍ فيك لي أرسلتُها مثلا
أحللْتَني قُلل الآمال في دَعَةٍ
أحلَّك اللَّه من آمالِك القُللا
للَّه طولٌ سيجزي غيرَ ما كذب
طَوْلاً قصُرتْ به ساعاتِيَ الطُّوَلا
تُبخّلُ البحرَ نفسي ماعرضتَ لها
أو تزدري البدرَ أو تستصغر الجبلا
بل كلُّ ذلك يجري في خواطرها
وماجهلتُ ولاضاهيتُ مَنْ جهلا
وسائلين بحالي كيف صُورتُها
فقلتُ قد نطقتْ حالي لمن عقلا
قالوا أتأملُ مأمولاً فقلتُ لهم
يؤمّل المرءُ مالم يبلغِ الأملا
مثلُ المسافرِ لا ينفكُّ من سفرٍ
حتى إذا هو وافى رَحْلَه نزلا
وقد بلغْتُ الذي أملتُ من أملٍ
يابن الوزيرِ وماأعطى ومابذلا
فما أؤْملُ إلا طولَ مُدته
أطالها اللَّه حتى يُرغمَ الأجلا
أبى الحسين أخي الحُسنى وفاعلها
تمَّ البيان تمامَ البدرِ بل فضلا
لاتجمعنّ إلى ذكراه نِسبَته
فقد كفاكَ مكان النسبةِ ابنُ جلا
هل يطلبُ الصبحَ بالمصباحِ طالبُه
مااستُهلك الصبحُ عن عين ولاخملا
رحلْتُ ظني إلى جدواه بل ثقتي
فأخَّر الوعدَ لكنْ قدم النَّفلا
سُقْياً لها رحلةً ماكان أسعدُها
لقد كفتْني طوالَ المُسندِ الرّحلا
صادفْتُ منه بليغاً في مواهبهِ
تعطي يداه تفاريقَ الغنى جُملا
وليس يقنعُ مَنْ تمَّتْ بلاغتُه
أن يوجزَ القولَ حتى يوجزَ العملا
جرى نداه إلى غاياته طَلَقاً
سرَّ العفاة وساء السادةَ النُّبلا
مازلتُ في بدرٍ منه وفي حُللٍ
لم تمتثل عِذراً منهم ولاعللا
حتى اكتسى من مديحي فيه أوشِيةً
شتىً فرُحْنا جميعاً نسحبُ الحُلَلا
فتىً وإن كان كهلاً في جلالته
كهلٌ وإن كان غضا غصنه خَضِلا
ماظُنَّ يوماً به إتيانُ سيئةٍ
حُقتْ ولاظُنّ فيه صالح بطلا
ومارجا فضله راجٍ فأخلفه
ولاتمنّاه إلا قالَ قد حصلا
إذا التقى سيبُهُ والطالبُونَ لهُ
لاقوهُ بحراً ولاقى شكرهم وشلا
يلقى الوجوهَ بوجهٍ ماؤهُ غَدِقٌ
لاتسأمُ العينُ منه النهلَ والعَللا
المالُ غائبهُ والحمدُ آئبه والمج
دُ صاحبهُ إنْ قال أو فعلا
لم يُزهَ بالدولةِ الزهراءِ حاشَ له
مِنْ شيمةٍ تستحقُّ اللومَ والعذلا
وكيفَ يلقاك مزهواً بدولَةٍ
منْ صانه اللَّه كي تُزهَى به الدولا
ياربّ زِدْ في معاني ماتُخوِّلهُ
ولاتزدْ في معانيه فقد كَملا
قلْ للإمام أدامَ اللَّهُ غبطتَهُ
لامحَّ نورك مِنْ بدرٍ ولاأفلا
ياخيرَ مُعتضدٍ باللَّهِ معتمدٍ
عليه معتقد مااستودَع المِللا
لولاك لم تلبسِ الدنيا شبيبتَها
ولااكتسى الدينُ سيماهُ ولااكتهلا
أضحى بيُمنِك دينُ المصطفى نُسكاً
محضاً كما أضحتِ الدنيا به غزلا
مالتْ علينا غصونُ العيش مُثقلةً
حملاً وقامَ عمودُ الحقِّ فاعتدلا
يامَنْ وجدناهُ فرداً في سياسته
إن صالَ عدَّل ميلاً أو قضى عدلا
يامؤنسَ الإنس والوحشِ التي ذُعرتْ
ومن أخافَ الأُسودَ السودَ والجبلا
في قاسم خادم كافٍ كفاكَ به
كأنَّه لك من بين الوَرى جُبِلا
مباركٌ لاتمُجُّ العينُ طلعتَه
ولايرى الرائي في مخبوره فشلا
مثلُ الحُسامِ الذي يُرضيكَ رونقُهُ
وإن ضربْت به في موطنٍ فصلا
لو امتريتَ به الأرزاقَ أنزلها
ولو قرعْتَ به الأجالَ مانكلا
ممن يُبيّن عن لُبّ بعارضةٍ
والطّرفُ يُعربُ عن عتقٍ إذا صهلا
وإن جرى الأرقُش النضناض في يده
جرى شجاعٌ يمجُّ السمَّ والعسلا
تجيل طرفَك فيما خطَّ حاملُهُ
فلا ترى رهلاً فيه ولاقحلا
كأن تعديلَ أشباهٍ يصورها
تعديلُ أهيفَ لم يسْمنْ ولاهَزُلا
خطٌّ إذا قابلته العينُ قابلها
روضُ الربيع إذا ما طُلَّ أو وُبلا
كأنمّا الشكلُ والإعجامُ شاملهُ
من البيانِ ولم يُعجَمْ ولاشُكلا
ولو وصلتَ به التدبيرَ أمكَنَهُ
أن يفتقَ الرتقَ أو أن يرتقَ الخللا
تكفي من النَّبلِ أحياناً مكايدُهُ
وربّما خلفتْ أقلامُهُ الأسلا
قال الأماثلُ عجباً باختياركَه
لافاقَ سهمُكَ من رامٍ ولانصلا
ومارميتَ ونبلُ القوم طائشةٌ
إلاّ أصبتَ وإلا قيلَ لاشللا
ماعيبُ عبدِك إلا أنَّ قيمتَهُ
تنهى أخا العدلِ أن يعتدَّه خولا
يكاد يحميك من أرفاقِ خدمتِهِ
إشفاقُ نفسِكَ أن تلقاه مبتذلا
أبا الحسين ادّرعها إنَّ ملبَسَها
باقٍ عليك إذا ماملبسٌ سَمَلا
ياقابلَ الناسِ والمقبولَ عندهُم
يامقبلاً نحو باب الخير مقتبلا
لك القبولُ مع الإقبالِ لا ارتحلا
عن عُقرِ دارك ماعاشا ولاانتقلا
يحتالُ قومٌ لرفدِ الرافدين لهم
لكنّ رَفدَكَ مُحتالٌ ليَ الحيلا
ماإن يزالُ نوالٌ منك يسألني
حمدي وأيُّ نوالٍ قبله سألا
إن وهزّيك بالأشعار أنسُجُها
للغافل المتعدي جدُّ مَنْ غفلا
أو الشجاعُ الذي لاشيءَ يُفْزِعُه
ولاتُردُّ عوادِيه إذا حملا
إذا استُجيش من الطوفانِ ناجيةً
ماإنْ أرى لي بها حَوْلا ولاقِبَلا
أستوهبُ اللَّه حظاً من معونَتِه
على دفاعي ندى كفَّيكَ إن حفلا
لوْ اتبعَ الناسُ أمري غيرَ معتبرٍ
إذاً لعدونيَ المقدامَة البطلا
كُنْ في مَدى المجدِ للأمجادِ كلِّهم
صدراً وكن في مدى أغمارِهم كفَلا
تبقى ويمضون عُمراً لاانقطاع له
مُفضِّلاً بعطاء اللَّه ما اتصلا
أمورُكَ الدهرَ أمثالٌ وأمثلةٌ
إذا أمورُ الناسِ أصبحتْ مثلا