يامن سكون النفس في تأميله

يامنْ سكونُ النفس في تأميلهِ

​يامنْ سكونُ النفس في تأميلهِ​ المؤلف ابن الرومي


يامنْ سكونُ النفس في تأميلهِ
وبلوغها المأمولَ في تأميلهِ
قدري لديك مُظاهرٌ لبليتي
فاصرفْ بطرفك عن جلالِ جليله
أصبحتُ يحقر لي تطوّلك الغنى
فتخطّ قدْري وانسَ نُبلَ نبيلهِ
وابذلْ لعبدِك ماتيسَّر إنه
في حالةٍ تقذى جفونَ خليلهِ
ولتبلغنَّ به الغنى لكنّه
لابدّ قبلَ غناه من تعليله
لاتحقرنّ له التي في بذلها
إحياءُ مهجتِه وقتلُ غليلهِ
وافرضْ له من فضل كفك قُوتَه
واعزمْ إذا اتّسعتْ على تنقيلهِ
واملك عليه جماح نفسك إنها
تأبى من المعروفِ غيرَ جزيلهِ
واعذرهُ في استعجالهِ بغياثهِ
لشديدِ حاجته إلى تعجيلهِ
ولكان أوسعَ مُهلةً من غيره
لوتحسنُ الحوجاءُ في تمهيلهِ
واعلمْ ولستُ معلَّما بحقيقةٍ
أن النوى تأبى ازدراءَ ضئيلهِ
كلُّ لنوابِل معونةٌ لمناله
عندَ الضرورةِ زينةٌ لمُنيله
ليس الجوادُ من اشترى شمسَ العلا
وحياةً سمعتُها بموتِ هزيله
يامن يجود من الجَدا بكثيرهِ
ويُغيث قبلَ كثيرهِ بقليلِهِ
فاقصدْ لحق الرأي لاجورِ الهدى
فلأنت أعلى ناظراً بجميله
وعليك عند بلوغنا آمالنا
بعريصِ فعلك في الورى وطويله
ولكم جوادِ الكفّه بخَّل سائلاً
فرماه بالحرمان عن تبخيله
ولربما شقي الفتى بجوداه
ولربما حظي الفتى بنجيلهِ