يا أخا عبس

​يا أخا عبس​ المؤلف أبو مسلم البهلاني العماني


يا أخا عبس الحماة الأنوف
والكريم الموصوف بالمعروف
هزك الفضل والفتوة والسؤ
دد والمجد كاهتزاز السيوف
أنت فينا مرزء تحمل الك
ل وتنفي رزئية الملهوف
ان قصدت العلى فليس عجيبا
ليس قصد الشريف غير الشريف
أنت منا كدرة التاج في التا
ج ومثل الربيع حذو الخريف
أنت دون التوصيف فخر لعبس
لم تزد في علاك بالتوصيف
رقم المجد للسراة حروفا
وبيمناك رقم تلك الحروف
قد ملأت الزمان مجدا وفضلا
قف قليلا قد ضاق وسع الظروف
كل شأو من دون شأوك والمق
دار من أي تالد وطريف
ليس من يدعي الفخار يساوي
ك ولا كل ما بنوا بمنيف
لم أصارفك بالرجال وقد أيقن
ت منهم ببهرج وزيوف
ما ظننت الزمان يجحد فضلي
غير أن الزمان جم الصروف
طالما شمر الأعادي لهضمي
فدهاهم مجدي برغم الأنوف
هذه سيرتي وسيرة دهري
حسدوني وأنكروا معروفي
إن نسيت الأشياء لم أنس يوما
كنت لي فيهم غرار السيوف
حاولوا ما رقمته من كمالي
حنقا بالتحريف والتصحيف
بخسوني وطففوا الكيل زورا
ولهم منك سورة التطفيف
هكذا يا أخا المناقب رأي الدهر
قد كان في كمال الشريف
بيني الدهر علة ليس تشفى
بدواء حتى لقاء الحتوف
لا تحاول علاجهم بكمال
آفة الدهر في كمال الشريف
وتموت الجعلان في نفحة الطي
ب وتحيا سعيدة في الكنيف
عزة العلم أمجدتني مقاما
فتبينت كل رأى سخيف
ليت شعري هل يرعوي الدهر يوما
من بنات الدهر هز القحوف
عجبا ليس يسلم المجد فيه
كل حر بصخرة مقذوف
ما يريد الزمان من رفعة الند
ل ومن ذلة الكريم العفيف
وعذير الزمان مما أقاسي
ه انفراد الكرام بالمعروف
وعزوم يثيرها كرم النف
س وهم يشيب رأس الصروف
واقتحام المجيد في الروع لا ير
قب سعدا أو ينثني لمخوف
قمت عبد الرحمن لي في مقام
ظلموني فيه كظلم الطفوف
أنكر الملحدون ما أنكروه
فرددت التنكير بالتعريف
رشحت منهم صدور مراض
بحزازات السوء والتعنيف
لم تدعهم على بساط المخازي
بل دحضت الدعوى برأي حصيف
يظهر السوء من بواطن سوء
يرشح الظرف جوهر المظروف
خذ ثنائي كأنه الجوهر المك
نون فاجعله في محل الشنوف
قلمي ساحر القلوب بديع
وبديع الأقلام محض الصريف
دعهم في المخازي والتكذيب اني
متنبي الدنيا بلا تكليف